حسناء بن نويوة - أرتِّبُ الوقت بِدمي..

باليدِّ التي أكتب بها
وأتحسّس بها لحميَ المدبوغِ بخشونةِ الماضي
ها إنِّي أحفرُ بها من جديد
منفاكَ الهائِلِ البعيد.
أتأكسدُ بالسخطِ
أحتمي بالكتبِ
أرتِّبُ الوقت بِدمي
أكرّرني في زحمةِ أشيائك
وأمتصُّ ما ضرّني من شوائب طائشة.
أديرُني على إيقاع ذبذباتك كردارٍ يحني موجاته صوب عينيك اللّامعتين
للحظةٍ، يتصاعدُ بخار الشّوق
يتهجَّاني المعنى
السّاعة تُزكِّيني لسقفٍ هشٍّ وطول انتظار
لست امرأةً تعدُّ بالكثير يا حبيبي
الفوضى تعجّ بأنفاسي
الأرق بالضّاحية خليلٌ يهزم مفاصلي
الشِّعر مركون على الطّاولة يُقاسمني لدغة الروتين
الأسفلُ النَّازل
الأعلَى المُتاخم
الآن الممرَّغ في مرافئ الحنين
برج القوس يُثيرُ زغبَ الرِّيح
المطر خارجًا كأهزوجةٍ
حكايات الصَّبر المعجونة بالتُّرابِ المبلّل
النَّار تقبع في الدّاخل
الصّدق الشّاحب كوجهي
البدايّة جميلة كانت يومًا
النِّهاية آتية لا محالة
العدم/
الوجود/
وأنا ما زلت لصيقةُ بغرائزك
أتلبّسُ أحلامي العاثرة بأقدارك
أرويني كذبًا بمائك
و أُناغي طِفلنا البِكر، ذاك الّذي يُزاحمُ رحمي مُذْ عرفتك ولمْ يأتِ بعد.
هل تعلم
أنِّي أكره الجلبانة
جدول الضّرب
النَّسخ
واللَّصق
وأكرهني مُثقلة في فضاءاتك
كغيمةٍ عالقةٍ في سماءِ البارحة.
هل تعلم أنِّي جدًّا أحبّك
ولأنِّي أحبُّك..
وأحبُّك،
بودي لو أغرس اسمك في لحمة روحي، كيّمَـا أذرفك قصيدة شاسعة التَّأويل.
تعال، تعال
مدّني عمرك وارتقبني أكبر وأعلو أكثر.. فأكثر.
تعال، تعال
قبلةً.. قبلة
نعدِّل مزاج الجسد.
.
حسناء بن نويوة
الجزائر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى