سعد عبد الرحمن - شاعر يخطط لقلب نظام الحكم

ولد عمارة بن علي بن زيدان المعروف بعمارة اليمني سنة 515 هجرية ، و هو فقيه عالم و شاعر بليغ ، حج في سنة 549 هجرية و اتصل بأمير مكة قاسم بن فليتة الذي أعجب بحصافته و ذكائه فأوفده إلى مصر سنة 550 هجرية برسالة إلى الخليفة الفائز بدين الله الفاطمي ( 549 - 555 ھ ) و وزيره الطلائع بن رزيك ، فاحتفيا به و أغدقا عليه الصلات و المنح و الهدايا ، و في فترة قصيرة أصبح عمارة من أقرب المقربين إلى البلاط الفاطمي ، و لذلك عندما غادر إلى اليمن لم يستطع المكوث بها طويلا حنينا منه و تشوقا إلى حياة الترف و النعيم التي تذوقها في كنف الفاطميين بمصر ، فعاد ليصبح شاعر البلاط الأول بلا منازع و كثرت قصائده في مديح الخليفة الفاطمي و وزيره و كبار قواده على الرغم من أنه لم يكن شيعيا بل سنيا شافعي المذهب ، و عندما تسلطن الناصر صلاح الدين الأيوبي سنة 567 ھ و استتب الأمر له قطع الخطبة باسم العاضد الفاطمي في مساجد القاهرة و خطب باسم الخليفة العباسي المستضيء بالله ، و حزن عمارة حزنا شديدا على سقوط الدولة الفاطمية ، و كتب الكثير من القصائد يبكي و يتوجع فيها على الفاطميين و أيام الفاطميين ، لكن عمارة لم يكتف برثاء الدولة الفاطمية و رجالها بل تجاوز ذلك إلى العمل من أجل عودتها ، فاتفق مع مجموعة من الأعيان و كبار رجال الدولة السابقين على التخطيط لقلب نظام الحكم الأيوبي و إعادة السلطة للفاطميين مرة أخرى ، و كتبوا رسائل إلى الصليبيين يطلبون فيها دعمهم و مساندتهم لتنفيذ الخطة ، و قد بلغ السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي خبر هذه المؤامرة فأرسل من قبض على المتآمرين و استجوبهم ، و لما تحقق من صحة الاتهامات المنسوبة إليهم أمر بقتلهم جميعا فشنقوا و صلبوا في العاشر من رمضان سنة 569 هجرية ، و كان بالطبع في مقدمة من شنقوا و صلبوا صاحبنا الشاعر عمارة اليمني .


( من بدائع الزهور ج 1 لابن إياس ، و النجوم الزاهرة ج 6 لابن تغري بردي بتصرف )


* من كتاب المخطوط ( مائة حكاية و حكاية من التاريخ ) :



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى