خالد محمد شلابي - نزق حواء..

في ظل هذه الشجرة الوحيدة التي أسعفها الحظ لكي تبقى مزهوة بنفسها بعد مضي قرن من الزمان – تشابكت الخيوط – جرت معها نسائم عذرية من الشمال – مضت تلوح عن إبتداء يوم غير عادي بالنسبة لها …

لقد رأته ليلة البارحة جاء إليها مبتسماً – يحملق في جسدها أشاحت له بوجهها … طبع لها قبلة في الهواء … ظلت طوال هذا اليوم – وضعت رأسها بين يديها – لما تتحمل كل هذا العذاب ؟ في أول يوم أبتسم لها – خفق جناح قلبها البريء أنا ذاك – لا أحد يحبها لذاتها – يحبونها لجمالها فقط ينتظرون منها أن تعطيهم رشفة من عصير أبيض يتركون لها أين ذالك الفتى ؟

كان الزمن كله يعوي

ترى كيف حاله ؟ هل مازال معجباً بي أم أنه قد نسيني ؟

آه لقد ولي زمن الحب – ماتت الصهباء في آخرى كأس لها تمنت لو مزقت ثيابها – بقيت عارية لا يسترها شيء حين كان يحبها كان كل شيء مكشوفاً له حتى وهي ترتدي أثقل الملابس – كشف روحها فلم يبق للجسد مكاناً .

لمن أشكو – لربي – أم لحبيبي – أم لأناس – بلغت بهم الجرأة – أن يبتلعوا صوتي – صوتي – هل كان جميلاً حين يسمعه – لست أدري .

لماذا أتى لزيارتي – هل ليزيد من عذابي – لماذا يطرق بابي مرة أخرى ؟

يريدني أن أضمه – لن يرتقي جسدي سلما – فلست أنا بطلت قصته – بل هذه الشجرة الملعونة – إقتلعوا هذه الشجرة .

بكت – ثم بكت وتعالى بكاؤها – همست لقلبها قائلة الحب يأتي منك أنت – فمن تكون أنت يا قلبي – هل أنت أنا ؟

أم أنا أنت ؟ هل أطاوعك ؟ أم أطاوع نفسي ؟ إنني مشتتة… فلتقتلعوا أنفسنا من ظهيرة الحياة

لكن هذه الشجرة ماتت منذ زمن – نعم فهي ليست هذه الشجرة

صدقوني – أنا إنسانة عادية – لها ثمار و أزهار و اغصان – و براعم يجب أن تقطفوا ثماري كل صباح .

هامت على وجهها – أطل يبحث عنها – يناديها و هي تجري هاربة – لقد أنصت لحديثها – وفهمت هي أنه جاء ليقتلع الشجرة و يقطف الثمار …
أعلى