زكريا الشيخ أحمد - لا أريدُ الموتَ انتحاراً

لا أريدُ الموتَ انتحاراً
لا تعجبُني هذِهِ الحياةُ
و لكنِّي لا أريدُ الموتَ .
لو أنّي أردْتُ الموتَ لانتحرتُ بطريقةٍ ما .
و لكني لا أحبُّ الانتحارَ ،
و لا أريدُ الموتَ انتحاراً .
ليسَ لأنَّ الحياةَ جميلةٌ جداً
و لا لأنَّي خائفٌ منَ الموتِ .
و بكلِّ تأكيدٍ ليسَ لأنَّي عاجزٌ عنْ إيجادِ
طريقةٍ مناسبةٍ و غيرِ مؤلمةٍ للانتحارِ ،
و لا لأنَِّي أخافُ النارَ التي ستلتهمُني في الجحيمِ
جراءَ موتي منتحراً .
لا أحبُّ الموتَ انتحاراً
طالما أنَّ هناكَ دائماً فرصةٌ محتملةٌ .
لا أحبُّ الموتَ انتحاراً ،
لأنَّ هناكَ سببٌ ؛
لا يهمُّ حجمُ السببِ ؛
قد يكونُ سبباً بسيطاً و لا يخطرُ على بالِ أحدٍ .
المهمُ أنَّ هناكَ سببٌ يجعلُني لا أقدمُ على الانتحارِ .
ماذا لو أنَّ طفلاً
يقفُ ذاتَ يومٍ تحتَ شجرةِ تين
و يحتاجُ شخصاً يقطفُ لهُ تيناً
و لا يمرُّ أحدٌ فيعودُ حزيناً باكياً
لأنَّهُ لمْ يتمكنْ منْ أكلِ التينِ .
أو يقفُ أطفالٌ صغارٌ تحتَ شجرةِ توتٍ
و لا يمرُ أحدٌ يهز لهُمُ الشجرةَ
ليتساقطَ التوتُ و يأكلوه ُو هم يمرحونَ
فيصابونَ بالحزنِ
لأنَّهم لمْ يتمكنوا من أكلِ التوتِ .
أليسَتْ الفرصةُ محتملةٌ
أنْ أصادفَ الطفلَ الذي تحتَ شجرةِ التينِ
و أقطفَ لهُ التينَ الذي يريدُ أكلَّهُ بشدةٍ
و أغادرَ و تظلُّ ابتسامتُهُ معلقةً في مخيلتي ؟
أو اصادفَ الاطفالَ الذينَ تحتَ شجرةِ التوتِ
فاهزُها لينهمرَ التوتُ على رؤوسِهم
و أغادرَ و طنينُ ضحكاتِهم
يظلُّ يرنُّ في أذنيَّ لوقتٍ طويلٍ ؟
أليسَتْ هذهِ فرصٌ محتملةٌ
و أسبابٌ كافيةٌ
تستحقُ ألا انتحرَ بسببِها ؟
.
زكريا شيخ احمد
سوريا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى