أشرف قاسم - بيني وبين اللهِ جِسْرُ مودَّةٍ

عادوا ..
وقالوا: يا أبي
"إنَّا ذهبنا نستبقْ"
وأبي بلادُ الطِّيبِ
أمسى في دُخانِ جحودِهم
فرداً
هزيلاً
يختنقْ!
ويداهُ فتَّشَتا طويلاً
عن يديَّ بلا هُدىً
وأنا بِقاعِ الجُبِّ
سِرٌّ مُنْغَلِقْ!
بيني وبين اللهِ جسرُ مودَّةٍ
لا دينَ بعد الحُبِّ
حتى أعتنقْ!
* * * *
عادوا ..
وملءُ عيونهم دمعٌ كذوبٌ
يدَّعون على الذِّئابْ!
وأبي بكى
"بل سوَّلتْ"
قلبي على أبتي
الذي جرَّعتموهُ
بيَ العذابْ
بيني وبين اللهِ
جِسرُ مودَّةٍ
لا شيءَ يسكن في جَناني
غير حُزنٍ
واغترابْ!
* * * *
مِن ظُلمةِ الجُبِّ
انتقلتُ
لِظُلمةِ السجنِ الأشدّْ
قد كنتُ أعلمُ
حينما أعلنتُ
صكَّ تمرُّدي ضدَّ الخطيئةِ
أنَّ ربي
سوف يفتحُ ألفَ بابٍ
لِلمَدَدْ!
"الآن حصحصَ"
حقُّ ربي
"إنَّ وعدَ اللهِ حقٌّ"
لِلأبدْ!
بيني وبين اللهِ جِسرُ مودَّةٍ
سيعودُ يا أبتي
بطفلِكَ
حاملاً
مفتاحَ
أموالِ البلدْ!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى