أشرف قاسم - رسالة إلى يوسف

آت من المدن العتيقة
من زمان الحالمين
من عصر من بذروا النهار
مشاتلَ
لغد يجيء.. ويستبين
آت من اللغة التي ما شوهت
آت من اللغة التي ما ضوجعت
من مفردات النور
يزهو
في ركاب الطاهرين!
* * *
صاحبت (دانتي والمعري)
وارتقيت بروحهم
نحو الصفاء
وقرأت في ليل التوجس:
(قل هو الله أحد)
فنهلت من نهر الضياء
وأتيت للزمن الذي فيه الأماني تحترقْ
وبه النقاء بضاعة مغشوشة
وبه اللقاء علامة
أنّا -قريباً- نفترقْ
وأنا.. ويوسف .. والظلام
وإخوتي عادوا
وقالوا:
يا أبي
(أنا ذهبنا نستبقْ)
* * *
آت من الزمن الذي
شنقوا عيون الفجر فيهْ
هذا فؤاد ميت
من يشتريهْ؟
صلبوه فوق صليبهم
قالوا: سفيهْ
لكن صوتاً
ظل يعلو في المدينة صائحاً:
- هذا الذي لمتنني بالأمس فيهْ!
السجن أرحم
من عيون ليس فيها
أيُّ ومض للثقةْ
طوبى لأيد -بُغيةَ الحق الوضيء-
على الحبائل موثقهْ
ما كانت السبع العجاف
سوى انتقام
للعيون المرهقةْ
ما كانت السبع العجاف
سوى انتقام للعصافير التي
مُنِعَتْ جميلَ الشقشقةْ
* * *
الله مَنَّ .. أَبعدَ مَنِّ الله مَنّْ؟
وأبي وأمي والكواكب والقميص
ورحلة عبر الشجنْ
أترى النفوس تغيرت؟
أترى المكان؟
أم الزمنْ؟
إن كنت تعلم ظاهري
فالله يعلم ما بطنْ!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى