د. عادل الأسطة - الست كورونا : الست كورونا ترعب الإسرائيليين أكثر من الفصائل الفلسطينية كلها (83)

أمس صباحا كنت أصغي إلى إذاعة "أجيال" التي تبث من رام الله ، ومع أنني ، في اللحظة نفسها ، كنت أشطف الصالون وذهني منصرف إلى متابعة المياه ، إلا أنني أظن أنني فهمت ما قاله الضيف المتحاور معه عن الكورونا في دولة أبناء العمومة - لا أدري لماذا أفضل كتابة "دولة أبناء العمومة" على كتابة "دولة إسرائيل" أو "دولة الاحتلال"؟ هل في ذهني سطر أمل دنقل "إنهم لم يراعوا العمومة في من هلك"؟.
الضيف المتحاور معه قال إن الأوضاع في الدولة صعبة جدا ، وإن قسما لا بأس به من مواطنيها - من اليهود طبعا - يرحلون أو يفكرون بالرحيل وإن ما فعلته الكورونا في هذا يفوق ما قامت به الفصائل العسكرية الفلسطينية مجتمعة.
هل الإسرائيليون وحدهم - من اليهود طبعا - هم في الحفرة التي أتى عليها الشاعر محمود درويش في قصيدته "سيناريو جاهز"؟ وماذا عن الكورونا بين المواطنين العرب الذين يبدو أنها "مش فارقة معهم" فأكثر من "هالقرد ما سخط الله"؟
كما فهمت مما سمعته من الإذاعة فإن عدد الإصابات في الدولة تفوق نسبتها - قياسا إلى عدد السكان - عدد الإصابات في أي دولة من دول العالم ، وأبناء عمنا اليهود الحريديم يرفضون التباعد الجسدي وأخذ الاحتياطات اللازمة و...
في لبنان يبدو أن الكورونا عامل واحد من مجموعة عوامل تشعر المواطنين بأنهم يعيشون فيلم رعب ، والشريط الذي تنوقل أمس كان لشاب لبناني في مقتبل العمر ذكر فيه الكورونا ، ولكنه ذكر أشياء أخرى ترعبه.
وأنت في المقهى تخاف من الكورونا ، وأنت في الشارع تخاف أن يسرق بيتك ، وأنت في البيت تخاف من النزول إلى الشارع حتى لا تسرق ، وأنت تتعلم تخاف من عدم وجود وظيفة ، فإذا ما وجدت وظيفة لا تحصل على الراتب . "شو هالعيشة هايدي . احنا في دولة أو في فيلم رعب؟" (نقل غير حرفي).
ما سمعته من الشاب اللبناني قريب مما كتبت عنه أمس في اليوميات رقم (82) عن الطالبين محمد شواهنة و حسن معروف وغاب أمس عن ذهني تعقيب الطالب Mhamad Mashaqi الذي طلب من صديقيه وزميليه أن يتذكراه ويبحثا له عن عمل ، وعندما أرسلت الشريط إلى صديق يقيم في غزة عقب " وغزة " - أي إن وصف الشاب للأوضاع في لبنان يشبه الوضع في غزة.
حالة تعبانة يا ليلى ليس في مناطق السلطة الفلسطينية وحدها ، بل في بلاد الشام كلها ، وعدا اللغة التي توحدها فإن الهم أيضا يوحدها . ليست الكورونا وحدها من يرعب سكان هذه البلاد ، ومعها العراق ، وإنما الفساد والاستبداد والعصابات والمافيات والأيدي الخفية للدول العلية كلها ورحم الله أنطون سعادة مؤسس الحزب القومي الاجتماعي لبلاد الشام الذي أعدم رميا بالرصاص وهو
في الخامسة والأربعين من عمره.
حالة تعبانة يا ليلى!!
صباح الخير
خربشات
٢٣ أيلول ٢٠٢٠



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى