زينب كاظم البياتي - ميت سريريا

حالما يمر جرح في خاصرتي
يكرّ مضمونه لبلاغة ما يحتضر في ساقية الراوي
من الراوي .... بصراحة أنا
حسبما توارد في سياق غابتي
شوك دامٍ
قنص مزدوج
وقت بليد
يا ترى
أينسى الناعور رفاقه الصغار هؤلاء
ويعتمر صدرا في غاية الصلادة ؟
لا تقل لي ان الناعور صلب
لهذه الدرجة
لو كان هكذا لما أعطى سنينه مقابل ابتسامة
لحمامة ارتشفت من جهده
أو زهرة انتعشت من تلويحته المتعبة...
أينسى عرق الصبر وحوافر المجهول؟
أينسى ماهية الطين ؟
للأسف يستطيع النسيان
فقط
عندما تغيب عنه الطيور
ويهجره النهر !
عندما تتزاحم شوارده
وكأنها فزاعات تحاصر
قوسه القزحي !
عندما تخبره العصافير
انها ليست صديقة الحنطة !
مسكين فهم الحياة
قبل فوات الأوان بعثْرة
فبعد ان تورّدت بعض أمانيه
نكَرهُ الماء
ها هو الآن منهك
أراه كيف يصفف شعره الفضي
تاركا نوافذه مفتوحة
يشغّل المذياع بصوت عالٍ
يستمع لمونامور
يترنح على وقع الخمر
يراقص معشوقته الغائبة
ويكتب في ورقته الأخيرة
الحزن إطار ....العمر قطار
والجسد الذي زاول لغته
دون روح
ميت سريريا...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى