نزار حسين راشد - خواطر عاشقة

في غيابك، أصبحتُ مثل لاعب الورق، أنشر أوراقي وأجمعها، لعلّه ينتظم الحظ، وتمثُلُ الملكة بين يدي،بكُلّ الأُبّهة والتألُّق.
في غيابك يتداخل الحدثان، يتوقّف العدّ، وتتطاير أوراق التقويم.
في غيابك ، يستمرّ النّهرُ في الجريان، وتتسمّرُ الساعات على حوائطها، بانتظار تشريفك الملكي.
في غيابك ينزوي العالمُ إلى رُكنٍ صغير، ويدخُلُ العابدُ في تجليّاته، مُتلمّساً نشوة الاقتراب.
في غيابك تتقدُ الأفكار، كشموعٍ تأكُلُ نفسها في وجع الغياب.
في غيابك تنتابني الأفكار المجنونة،وأدخل في التيه،وأنقلبُ من شاعرٍ حالم إلى بركانٍ غاضب،وحين تحضرين يخبو كُلُّ هذا الموج العارم،ويتداعى مُقبّلاً قدميك،وتغشاني السكينةويستردّ جلدي المحترق نضارته،ويضيء ضميري بالحبور،كم أسعدُ بوجودك حولي،أُسكِتُ كلّ الأصوات،وأنصت في خشوع لجداول صوتك المترقرقة بين صخور قلبي العارية!
مضى على غيابك يومٌ أو يومان،وها أنا أقعُ فريسةً للفقدان،وكأنني طفلٌ في يوم فطامه الأوّل،فمن أين يأتي بالصّبر،وهو شيءٌ لا يعرفه الأطفال!
لقد نذرت لك كُل قصائدي وقصصي،ولكنني اليوم أختصر قاموسي إلى كلمةٍ واحدة"أحبّك"!
لا أُحبّكِ حُبّ الفرسان،ولا العابدين الرّهبان،ولا الحالمين الذّهلان!
أُحبّك حُبّ العاشق للتفاصيل،المُعلّقِ بأطراف الأهداب،برقائق الشفتين،بابتسامتك العذبة،بضحكتك العابرة على نكتة ألقيتها،أُحبُّ أن أعيش معك تفاصيل اليوم،أن أشتبك معك في شغبٍ محتشم،لا يفضي إلا إلى المُصالحة!
أحارُ أحياناً كيف أُسرّب إليك كلمات العشق الصّريحة،في سياق حديث بريء،ولكنّك تفهمين إيماءاتي،تقرأين حتى صمت عيني!
تتملّكُني الدّهشة أحياناً،كيف ينظر إليك الآخرون بعيونٍ عاديّة،وكيف يتجرّأ احمق أن يسألنيّ:ليس فيها شيء فاتنٌ إلى هذه الدرجة! لا بل تبلغ به الوقاحة أن يقلب شفتيه في تعجُّب!
لا أدري ماذا قال الأعراب في الحُب،ولكن إن كانوا قالوا شيئاً،فأنا في عينه وبؤرته،ونفحه وسُرّته.
لا يعنيني إن كانت عيونك حوراء،فأنا مفتونٌ بضحكاتهما في كُلّ الأحوال،أعشق كلّ اختلاجات جسدك،رعبوبةً كنت أم نحيلةً كعود قصب،ولا أدري إن كان لخدّيك غمّازتين،ولكني أعشقُ قمّتيهما في كُلّ الاحوال!
لقد أفردك قلبي بالحُب،وآوتك روحي إليها،وهذا كُلّ ما يهم!
نزار حسين راشد
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى