حمزة باشر - من وحي المساءات

هذا هو الماء
قال السراب لنا
والأرض بادية
تتزين باللين
ترسم في وجهها مللا
يتقمص صورة طفل
تلف الكآبة معدنه
ويدندن
كم تعبتُ وأنا أهزأ
من وخزات الطريق

نمشي
ويكتبنا الرمل
في جسد الأرض
حين تعيد الرياح صياغتنا
أنا ولدنا على الكد
علّمنا السطر
أن الكتابة
تغوي المعاني
وعلّمنا الحب
لا حب
فليس أن نحيى
هو كأن نذوق الموت
في طعم الحروف!

فهنا ما اللوحات إلا عبث
يتفنن في مغازلة الجوع
وتخيُّل الجسد
عاريا خلف شهوته
تبهره زهرة
طاعنة في الرهافة
فيصعق مندهشا
ويقول
يا له من مطر ينهمر خلف العزلة

وحيدا
هو الصدى يتألم
كموت الزمن،
حين لا يجد من يرثيه
ثمة طفل هنا..
تصيح أرملة
لم يمت أبوه،
لكن
هجره الزمن

كمرضى الحنين
تكتبنا الذكرى
ويقرأنا الظل
كما يتأوه من كآبته الملل،
الملل!
آه أجل
لوحات ليست مصغية لأحد
وقراءات تترجل
وكتابة تتقول السراب..
كم تعبتُ
- كذاك الطفل أدندن -
من ترميم جداري المنقض

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى