هند زيتوني - امرأةٌ عقيم لا تنجب إلاّ القصائد

لم أكن لعبتكَ في يومٍ من الأيام
لعبتكَ التي ألهبت حواسك
تملكُ فماً مغلقاً وساقين من خشب
ألعابكَ الزجاجية تملكُ أرواحاً معطوبة
جسداً يشعر بالقشعريرة
كلما ماتَ فيه جزءٌ صغيرٌ
واغتسلَ بماءِ جنونِك ....
لم أكنْ نزوتُكَ الباردة
التي سحبها الليلُ الصاخبُ تحتَ وشاحِهِ
لم يتكوَّر بطني بكَ
لتصبحَ طفلي الوهميَّ
ربما تبنيتُكَ بالصُّدفة ؛ ووهبتُك ثدياً صناعياً
لتسدَّ فوهةَ العطشِ .....
القسوةُ التي كانت تتسرّبُ من أصابعك
جعلتْ جسدي يلتوي على نفسه
يموءُ كهرةٍ خائفة
قلتُ لك مراراً لا تعرِضْ عليّ حبَّكَ ولا قفصكَ الذهبيَّ
فأنا أنثى عقيمٌ لا تنجبُ إلا القصائِدَ...
الأمهات يهبنَ حياتهنَّ لأطفالهنَّ
لأنَّ قلوبهنَّ مثقوبةٌ لا يشاهدنَ التلفاز
كي لا يقرأنَ نعوةَ أحدٍ منهم
ثمّةَ وجعٍ كانَ يرسمُ جسدي
ككرةٍ مشتعلة ، وينهمرُ على ثدي امرأةٍ
تبحثُ عن الحياةِ بين أكتافِ رجلٍ حقيقي
لتنامَ بقربكَ وهي مطمئنة
وأنتَ تحملُ كلَّ أسلحتِكَ
قلتَ لي ذاتَ يومٍ
لاتخافي رصاصتي ، فأنا أخترقُ روحَكِ وجسدَكِ بسيفي
عندما أكونُ جاهزاً للانتحار.
هند زيتوني .
اللوحة من رسم الفنان العالمي : وضاح السيد .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى