حمزة باشر - شبح تسلل من يبوس.. شعر

في "مكاكازي" القديمة
عند الجدار الناهض
في وجه الشرق
هناك فتاة تنادي
تعال!
وريحا تسافر في الريح

ليل يغطي سماء المدينة
كي يكتب الأمس
وفي الغد، كالأمس
مثل الحكايات
ينفث القول شيئا من السحر
كي يوقظ الماء والعشب

كان الزمان مليئا باضداده
وهناك فتى
لا ينام!
بل يحلم ليعيد السراب ماء!
وحدي يساورني الشك فيّ
ويمتحن القمح أغنيتي!

من أنا؟...
وليل المدينة؟
تبدوا أمامي المساحات فارغة
وتخيّرني الأبجدية
هل ستنتسب للدخان؟
أم سترثي الرياح؟؟
هنا.. هبّ من جسدي ظله
وأرى شبحا يتسلل كالساحرات
قال: أهل كنت تحلم؟
غاب عندما هب جوابي من الجدار
وحيدا يتيه بليل المدينة!

لو كان لي مثله قوة في الكلام
لحاورت نفسي،
أو آوي إلى ركن شديد،
كي ينفث السحر في لغتي
وأقول لها، فلتكوني
لأكون وحيدا
وبعيدا عنكِ
لأحلم وحدي هنا
ولْأغيّر خارطتي من جهات الحقول
لا القمح يغني
ولا الشعير يطرب
تحرثني لغتي
وأنا أحرث الأبدية البيضاء
أرضا، وجسدا
ولا أنتسب للأساطير،
وسأنبت
في داخل السور
في ورق النيم
في الحوت
في الشجر
في شقوق الجدار
وفي تشقق جسد الأرض
وأستمع للصدى
ثم أردد صوتي
وأكتب لحني المسافر في الريح

ماذا هناك؟
وحيدا تحملق فيكَ
وتسترق السمعَ منك
قالت.
وهناك على الليل مئذنة
وكؤوسا
وخمرا

ها هي ذاكرتي تتراجع
وظلمة الليل تفيق
يبدو الرماد حزينا هنا
ومن عمقه يتسلل ظلي
كي يستنير المكان
فيبزغ من اليبس شبحا ويقول:
الحياة هنا:
في سواد المكان
في نغم العصافير
وحجر الفراشات
وعتمة الريح الممكنة

ها هنا...
فلتزيحوا الكلام من البندقية
ولا تسرقوا الرصاص من قلبنا
ولتمهلوا الموت ثانية
وأزيز الصوت
ووقع الزناد
لينبت من بعده العشب

ليس السؤال هنا قدر القول،
ولا الكلام شظايا أنسجة الوقت
فالزمن الدائري يتمحور في ذاته

ثم أفيق، فأمسك نفسي
التي لا تزال تدور على نفسها،
وأسأل:
من أنا؟!
ثم ألتفت إلى جهة الصدى،
وهو يردد هذا السؤال

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى