أمل الكردفاني - حياة الضحك

▪إن أجمل حياة يمكنك أن تعيشها هي حياة الضحك..والضحك هو صناعة النكتة والقفشات (قفش المفارقات).. هناك شعوب كانت تجيد ذلك، كالمصريين، وبعد الضغوط الراهنة أصبح الإنسان السوداني ينافس المصري، وقل ذلك عند الشعب المصري كثيراً.
إن النكات والقفشات صناعة مربحة أيضاً في الدول الرأسمالية الكبرى، إذ تحقق عائداً كبيراً عندما يتم مأسستها في أشكال فنية، كالسينما والمسلسلات.
لقد نال مسلسل أصدقاء مثلاً أعلى مشاهدة على مستوى العالم. ولكن المسلسل الكرتوني عائلة سيمبسون كان الأفضل فلسفياً، إذ تمكن كُتَّابه ومطوروه من جعله مسلسلاً كرتونياً ليس فقط للكبار، بل للمفكرين.
وكنت قد تحدثت عن النكتة والقفشات في مقال سابق، فيما يتعلق بالحرب السياسية، إذ تستخدم النكتة، لتوجيه الجماهير المناصرة والمعارضة معاً نحو الإتفاق على رؤية واحدة يتم تغذيتها بالمفارقة المضحكة. وتكشف تلك المفارقة موضع الخلل في نشاط سياسي ما. وتخفف النكتة من رد الفعل المقاوم.
لكن على وجه العموم، فحياة الضحك، هي حياة صحية جداً، إذ ان مأساة الإنسان ليست ما يحيط به بقدر ما بداخل جمجمته من تقييمات خاطئة، زائدَ رغبات وطموحات وآمال، وانكسارات وهزائم. أما العالم من حوله (فهو هو)، وتأتي حياة الضحك، لتحرف الدماغ عن التفكير السوداوي، وتجذب روح المرء وأحاسيسه للشعور بالسلام مع محيطه قبل ذاته، مما ينعكس -بعد ذلك- على التصالح مع الذات.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى