أمل الكردفاني- آيدولوجيا الهدوم

-كانت لابسة إيه يا سرحان؟
- كانت لابسة من غير هدوم يا بيه.
(شاهد ماشافش حاجة)
***

كتبت هذا المنشور في مثل هذا اليوم عام ٢٠١٧ وهو عن الهدوم..وأعاده لي الفيس، فوددت نشره..
...
اللبس أو الملابس لا تلعب فقط دوراً تمييزياً بل تحولت الى معيار للعيب .. مثلا عندنا من يدخل الى صلاة المسجد بقميص مزركش وبنطلون يعتبر ناشزاً عن الجماعة التي تأتي بالجلباب.. لم يات في الدين ما يمنع ان تدخل المسجد بالبنطلون والقميص لكن العرف الاجتماعي جعل من اللبس معياراً للعيب ... وكذلك من يرتدي قمصان بألوان فاقعة فنقول عنه باستهزاء (لابس أصفر)
عدم لبس ملابس أيضاً وفي المقابل صار معبراً عن ثقافات معينة ينظر لها باعتبارها ثقافات بدائية.. في إفريقيا حدث أن أحد الوزراء ما أن يصل الى مشارف قريته حتى يخلع ملابسه تماما ويتعرى ليندمج في مجتمعه.. هذا يعني أننا من خلال اللبس أو العري نحدد موقفنا من الإندماج أو الإنعزال عن الجماعة ... يحدد اللبس أفكارنا ومعاقداتنا ..بل وبشكل غريب يكون نوع ما من اللبس موضع افتخار لنا لأنه يعكس هويتنا ..حتى لو كان هذا اللبس غير موقر من قبل الثقافات الأخرى... لاحظ أن اللبس يلعب دوراً كبيراً أيضا في الفن.. فعند إخراج فيلم يجب أن يخضع لمصممين يعبرون عن الحقبة الزمنية التي تحكى فيها القصة .. اللبس أيضاً يتم تصدير ثقافته إلى الآخرين ليعبر عن عظمة دولة ما كملابس الكاوبوي التي تم تصديرها عبر وسائل التسلية الأمريكية وصار الجينز نفسه رسالة من دولة عظمى لدول خاضعة... في بعض الدول تجد أن العمال يرتدون الجينز فصار الجينز علامة على قوة العمل ..الخ...
إن الملبس فعلا له تأثيرات مختلفة سياسية واقتصادية وثقافية... بل وحتى رياضية عندما يصير لباس برشلونة معروفا على مستوى العالم كدليل على عظمة الدوري الاسباني..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى