حمزة باشر - أغنية الجوع قرقرة الصبايا

الصباح...
يبدأ كل شيء

في ترتيب الأشياء المنتعشة
يتسلل الضوء، يضحك بين ظلال المارة
وجه يكسوه وهج النار الملتهب
تبدأ ملامحه تتشكل
فوضى ضاربة بوجه العدم
تعاتب الملكوت في جبروته
لا يلوح إلا الفراغ
وخطى السيد
تجمع الخراب

في تنظيم الخطى المتبعثرة
أقدام تتحرك، يلفها السعف
تلبس نارا تُضرم فيها فتتشقق
والشمس بادية في كبد السماء
تتفرج على تلك الرؤوس التي عرّتها الصلعة
تخضّر أياديهم
تبذر أيامهم خبزا تأخر في عواهنه فيبس
يثيرهم شيء واحد
يد تٌرفع من بعيد!

في كدح الوقت المستمر
تتغير ملامح الأشياء
صلاة في طيش السكارى
رقص حد المرض في حانة تترنح
عاهرة تفتش عن دربها، فترحل
فتاة تربي أيامها في كوخ يتذكر
لحنا يعلّم الصبيّة، كيف تنقذ طيشها
تيها، يوقظ ذاته، فيتيه أكثر
مما رأيتُ، وجه ضللته الكآبة
قلوب لا تعرّفها الضحكات الهيستيرية
صمت، يضيق بأحرف الحسرات

في وجه الصباح البريء
تتسلل الأشياء
تشرق أفئدة رسمتها البساطة
ترقص لأنها ولدت من جديد
تغني، حتى يمقتها اليأس
فيرحل..
تغني، لتتحدى الألم
في وجه الصباح...

تغني
فيبدأ كل شيء

حمزة باشر
أنجمينا / تشاد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى