مروى بديدة - شيء مريض كان ينمو و أنا أسميه العائلة

بوداعة قبلت الصراخ و الخوف
لم أرفض حتى كوني محطمة
كنت سعيدة للغاية وسط حشرات مضيئة
أحداها تلمع الاخرى و تنقل لها المرض و الشكوى
و المداعبة و الأوكسجين
أخفيت قوتي و تشنجاتي
أعطيت بدني للحرارة الفائقة و الألفة و النفور
و التخمة و الجوع
سكنت معهم في البيت و خارجه
لا أحد منا كانت له أجنحة
لكننا طرنا بعيدا و لا أعرف كيف حدث ذلك
لا بد أن الريح عصفت بينما كان أحدنا يحب الآخر و يتبادل معه المحنة و الأذى
لم أعد أراهم
أكبر وحدي بسرعة و ضراوة
وكلما اصابني ضوء في قلبي أرسله إليهم كي يعرفوني
مدينة لكم في كل الأحوال
إخوة صغارا و أما هائلة
و أبا أعرف فقط مقاس حذائه
الذي مشى به بعيدا عنا
رافقتكم في الرحلات و الحفلات و الجنائز
لبست ستراتكم و سراويلكم و جواربكم
أعرف جراحكم و خجلكم و جحودكم
أعيش بالعطب ذاته و أحبكم
أتمنى لكم ليلات هادئات
و صحة جيدة
أتمنى لكم أحبة يخلصون و
إله لطيفا لا يمتحن طاقتكم الضئيلة
أتمنى لكم موتا خفيفا لا يؤلم أبدا
و أن لا تأخذكم الأهوال بعيدا قبل أن أراكم ثانية سعداء
أخي يا صاحب العيون المدورة و الجريئة و الحزينة أبدا
لا تاسف على المال و الصحبة و النساء
أنت يا ايها الموهوب و المعذب
اعزف موسيقاك و نم على سريرك الفضي
أنت يا أيها القديس الصغير
لا يليق بك العبث و اللهو
جعلك الله هادئا و مطيعا للعبقرية و الشقاء
سوف تحيا هكذا لا تشبه جيلك
غريبا و وحيدا و لأجل هذا ستحبك امرأة تشبهني
و تخلصك من الشدائد و الأسى
أختي الصامتة دوما
تخجلين من الصخب و ضرب الطبول
تحركين أصابع يديك فقط و لا ترقصين
ترفضين دوما أن تكوني نشطة و سريعة
تحملين عقدك متماسكة جميعها مع أعضائك الناعمة
تائهة و جميلة و شاحبة
و حينما تقفين أمامي يغمرك البكاء
تجملي مرة واحدة و ضعي الأقراط التي أهديتك
و كلما غبت ستسمعين قصائدي و شجوني
و قبل أن أنسى أوصيك مرارا ان لا تكتبي الشعر
فتتحطمي أكثر
آسفة أمي على هذا الأسى
لست ثملة و لست أعدد أحزاني
أنت تعلمين جيدا كم تنفست عميقا حتى تنجبي هذه الاختلالات العظيمة
آمل انت تكوني فخورة بإعاقتك هذه التي تتكلم بغرابة
فلتغمركم الطمأنينة دوما
أهلي الكرام
ليس ثمة من أحبه أكثر منكم
لن أبني أبدا عائلة تشبه جنونكم و أوجاعكم
لن أحظى أبدا بالمشقة ذاتها

مروى بديدة


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى