محمد ابراهيم الصومالي - نصوص بطعم الدهشة.. وجهي يفارقنى لأول مرة /

هكذا في لحظة تغيرت ملامح وجهى اليوسفي وهاهو ذا يفارقنى لأول مرة
أول مرة هذه تبدآ دائمآ بالجزء الأول للحظة الواحدة ، وهى ايضآ الفرق الوحيد الذي اوجدني في مفترق الطرق هذا حيث تتداخل التيارات فيما بينها بعراك شديد بين أن أكون ولا أكون .
أدرك أن العاصفة التى لا يوجهها المرء تلقي به وحيدآ حيث يستقر القاع في القاع.
أذكر أن اول مرة حين عاند في ثورة قذائف الهواء لمحت علي حافت الصمت كلابآ مأجورة تنبح علي حافة الصمت كلابا مأجورة تنبح و كانت تحاول …… اللعنة علي الضجيج
اللعنة علي /كانت /تلك .
لماذا قرعى لنواقيس الذكري واجرجر الماضى نحو لحظتي ؟
هذه تباله وإن /…/ ها أنا الآن مغمورآ في اللحظة مشدوها كأبله يراقب عرى عاهرة عجوز أشاهد بشاعة وجهى أمام المرآة …
صرخت فيه بعيني … أنت لست وجهى...؟ عينى حفرتان فارغتان إلا من هذا الشبح ، عليها حاجبان أبيض سوادهما اللامع في يد " اسيان بيع " في سوق النخاسة .
الأنف معقوف كقرن تيس هرم به حفرتان نتنتان برائحة دماء الجيفة .
الشفتان مشقوقتان من شدة الظما للصمت ، والاسنان جنزير يمضغ الهواء ومذاقه المحترق بالخوف لا يحسه اللسان الذي يثرثر كثيرآ بالأسئلة ولا يتعب .
الأذنان واسعتان ينفذ لها الصوت المثقل بتداخل الأشياء المهتوكة ، وعويل الأرامل وأسئلة الشحادين ، حتى أثناء النوم المضغوط بالكوابيس التى تطرح ثغلها علي جزئيتات ذهنى ببلادة القطط الجائعة وهى تموء .
يا إله كل شئ … هذا ليس وجهى . قهقهت بسخرية السيد من عبده .
أنا أسخر من نفسى وهى تطرح السؤال . أأنا ؟ … اهذا الشبح لى ؟
أضطربت دواخلي وأعترانى الشعور بالتمرد فلملمت قواي ووضعتها في قبضة يدي وضرب بها وجهى الشبح الذي يواجهني مذعورآ ومرتبكآ في تمرد وهيجان غضبة فتكسر السطح المصقول وانقسم إلي أجزاء كثيرة … لقد تناسل وتكاثر إلي أشباح بعد مضاجعة بين يدى والمرآه .
لعل منظر التهشم سرنى فعاودت الضرب علي الوجوه بكلتا يدى وبقدمى أيضآ التي صارت دقيقآ زجاجيآ .
بفرحة نشوة القوة أخذت انثره في جو الغرفة المؤكسدة برائحة تناسل السوس وقطع الأثاث الخشبي البسيط .
الآن غاصت الصورة في اللاشئ وشعرت بالجوع لمعرفة وجهي فغادرت المكان وخرجت.
أريد وجهى اليوسفي … هكذا صرخت في وجه كل من قابلني وأنا اذرع شوارع المدينة التي تقع بين النيل والنيل هذه المدينة التى تعلف الورد لذوي أنكر الأصوات وتبزق القاذورات لتزيد من اتساخ الموجودات المكتومة
في قمامة فقير يتبول كلب رافع رجله في كسل ملحوظة . لكن ضجيج وقع الأقدام اللاهثة علي الأرصفة خلف السراب غطى صراخي ولم يتبينه الا قليلآ من الخلق ودون أكتراث خاطبني أحدهم ابحث عنه في اتساع ميدان ابوجنزير او في ضيق ميدان جاكسون أو اسأل عنه عند ذلك القبر .
بحثت كثيرآ حتى تورمت قدماى .
ذاب نعل الحذاء كبر وجعت ولم أظفر به لأنه لا يمكنه الذوبان في الأتساع كما أن الضيق لا يقدر علي اخفاته ولايوجد ذلك الشبح .
ازداد قلقي
ارقهنى المسير ملني البحث وقرقت من هذا الشبح فأين سأجد وجهى اليوسفى..
كانت جمرة السماء فوق المدينة تنسل ببطء لا يشعره العائدون إلي أقفاصهم الاسمنتية بينما مصابيح الشوارع المصلوبة علي الأعمدة الحديدية ترسل في كبرياء شيطاني ضوءها الباهت كلما ابتعدت الجمرة عن المدينة مخلفة بذلك برودآ تجعل مواقد الدفء المنزلية تلتهم عيدان الحطب لتمضغها النيران معبرة عن ذلك تراقص ألسنة لهيبها وطقطقة الحطب المجبول علي النار … لكن جو المدينة بارد على البائسين مثلى .
المستديرة في فلكها تمضى .
الكلاب إلي القمامات الفقيرة تمضى .
الخلق إلى هدفهم أو إلي حتفهم يمضون …
وانا وحدي الذي لا يمضى …
جلست القرفصاء علي الرصيف الرمادى أستشعر جوعى واتحسس ملامح وجهى وادندن في داخليأغنية محنتى .
جاءنى نفر من البوليس واحاطوبي هزتنى عصا أحدهم الغليظة الطويلة وبعنف وغلظة سألني؟
هيا … أيها الشبح ماذا تفعل هنا ؟
تمتمت شفتاى الظامئتان بأحرف
أتكوم علي نفسي وأدندن أغنية بحثي .
ركلني الآخر بحذائه الأسود الثقيل …ا بحث … عن أى شئ تبحث ؟
قلت دونما خوف .
عن وجهى اليوسفي .
واجهني كبيرهم ونظر لي باتساع حدقتيه ، فلمحت وجهى فيهما واقتربت منه فحاول ردي عنه بيده فاستجمعت قواي ونهضت صارخآ فيه هات لى وجهى أيها السارق الوضيع وهمت بغرس أصابعى لأقتلاع عينيه .
دورك يا أستاذ … ألا تريد حلاقة ذقن وجهك هكذا سمعت الحلاق يقول لى ويده تربت علي كتفي … هززت رأسى وأجبته .
أى ¨¨أى
يبدو أنك كنت شاردآ في أمر ما .
يبدو أن الأمر كذلك .
قلت له ذلك وقمت إلي كرسى الحلاقة وأنا انظر إلي المرآة وبتمعن شديد لصورة وجهى اليوسفي.




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى