سُعوفٌ تلجُ التّيه

سُعوفٌ تلجُ التّيه
جذورُ نخلٍ تسعّفتْ،
تُعاني
منفردةً في وجه الريحْ،
منْ جفافٍ غويرْ..
سُعوفُها تلجُ التّيهَ
حائرةً
لا تدري أينْ الغدير..
باحثةً عن ماءٍ
يروي القلبَ الأسيرْ..
بالعشوائيةِ تمشي
بالفاقةِ تمشي
بلا أُمّةٍ
ترعاها إكرامًا للضميرْ..
ترمقُ
سرابا فوق سرابٍ
تحسبهُ لجةً
مِن مَنبعٍ غزيرْ..
تَتبعُ رَدْبا زائفا
يحملها بريحٍ خائرَة
حتى إذا
جاءتْها بفمِها الكبيرْ..
تستوفى
منها ما يسد الرمقَ
كان الموتُ
لها هو المصيرْ..
لكنها
نجتْ بجلدها ولونها
راكضةً بين التلالِ الرمليّة
تتثاقلُ خطاها
وهي تكابدُ الهروبَ
منْ فأسِ حقيرْ..
سمعتْ صوتا منتحبا يأنُّ
بين الكثبانِ كالشخيرْ..
بين شظايا
جذوعٍ ليس لها نظيرْ..
تخرجُ أفعى شاحبةَ الوجهِ
من ظماءٍ
تلهثُ بشهيقِ وزفيرْ..
عساها أنْ تلقَى رُطوبَة
في
تجاعيدَ سَعَفٍ مريرْ..
جراحٌ
يابسٌ لا يسيلُ دمًا
ألمٌ في القلبِ كبيرْ..
عويلُ الإعصارِ حارٌّ
دوَّامُ الصّفيرْ..
صرخاتُ النجدةِ
تَدوي في الصحراءِ
لا تكادُ تُسمَعُ
لا للحميرِ ولا للبعيرِ..
جمال امْحاول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى