علي حبيب الشابي - مُتعبٌ تَشربُ المَساءاتُ حُسني

مُتعبٌ
تَشربُ المَساءاتُ حُسني
يَرتمي الليلُ
مِثلَ طَفلٍ بحِضني

تَحملُ الرّيحُ
جثّتي مِثلَ ظَلٍّ
تَمسحُ
الشمسُ وجهَهُ بِتَأنّي

كانَ لِي صوتٌ
في الأزقّةِ يَحبو
مَعَ أطْفالِ الحيِ كُنتُ أُغنّي

يَا تُرى ذاكَ الصوتُ
أينُ تراهُ ؟
ميّتٌ أم
خلفَ الحداثةِ مَحني

وقَديماً
قد كانَ في الحيِ مَوتٌ
يَتمشّى
قد كانَ شاباً بسِنّي

وقَديماً
ضَوءُ الفوانيسِ يَبدو
طفلةً
مَاتت مِن ضَجيجِ التمنّي

كلُّ شيءٍ
هناكَ يُوحي تماماً
لُعبةُ الحربِ بل صياحُ التَجنّي

لُعبةُ الموتِ
واختفاءُ الصَغارى
عن فَتاةٍ تَجيءُ مِن دُونِ أذني

عن مَراجيحِ
العيدِ أوّلَ يومٍ
عن سَكارى
تَسامرُوا قُربَ رُكنِ

عن يَتامى عن ثَائرٍ
عن رصاصٍ
عن ليالي الشّتاءِ
عن كُلِّ حُزني

أسفاً
هذهِ الوجُوهُ تلاشتْ
تَحتَ وَقعِ
التسارعِ الانَ عنّي

تحتَ وَقعِ
الحَداثةِ الانَ حقاً
كلُُ شيءٍ
غَدا خَراباً بفنِ

هَكذا أغدُو
عَارياً بينَ رأسي

تخلعُ الذّكرياتُ
ثوبَي و لَوني

علي حبيب الشابي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى