د. عادل الأسطة - الست كورونا : لا صلح ولا اعتراف ولا مفاوضات مع المرحوم صائب عريقات (108)

يبدو أن الست كورونا رفعت في وجه الدكتور صائب عريقات لاءاءت الخرطوم الثلاثة ، غير آبهة بنهجه الذي جسده في مسيرته منذ مؤتمر (مدريد ) ١٩٩١ ودونه في كتابه ذي العنوان اللافت "الحياة مفاوضات" ، ويبدو أن الفايروس وقع ، في مشفى هداسا ، تحت تأثير الدعاية الصهيونية ، فقرر التخلص من أحد أبرز مؤيدي الرئيس الراحل ياسر عرفات في ذكراه ١١ / ١١.
اليوم وأنا في شوارع نابلس رأيت ثلاثة رجال يرفعون العلم الفلسطيني وعلم حركة فتح على عمود كهرباء ، فسألتهم عن المناسبة ، وأجابوا :
- ذكرى رحيل الرئيس " أبو عمار ".
وكنت قبل ساعتين من سؤالهم أجلس في مقهى رصيف في شارع حطين ، وعرفت أن الدكتور صائب عريقات انتقل إلى رحمته تعالى ، ولم أطل الحديث مع رجلين من كفر قاسم جلسا قريبا مني ، وتذكرت ما جرى في العام ١٩٥٦ وقرش ( شدمي ) ، و ( شدمي ) هو الضابط الإسرائيلي الذي أعطى الأوامر في ١٩٥٦ بإطلاق النار على المزارعين الفلسطينيين وتم قتل ٤٩ منهم ، وخرج من السجن بعد أن دفع غرامة مقدارها قرش واحد .
لا أعرف المبلغ الذي دفعته عائلة المرحوم صائب عريقات مقابل تداويه في مشفى ( هداسا ) الإسرائيلي ، وأغلب الظن أنه سيكون بعشرات الآلاف من الدولارات.
في المساء كان ثمة من ينعى شهيدا فلسطينيا ويعلن عن مسيرة صامتة على دوار المدينة الذي تغيرت أسماؤه بتغير الدول والحكام والأوضاع : دوار الملك حسين في العهد الأردني ، والدوار في بداية الاحتلال وهزيمة حزيران ٦٧ ، ودوار تل الزعتر إثر سقوط مخيم تل الزعتر في ١٩٧٦ ، ودوار الشهداء في الانتفاضة ، ولا يعرف الجيل الجديد أن الدوار أقيم في ١٩٤٩ على أنقاض دير للرهبان.
في الحافلة أصغيت إلى رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية ينعى فقيد الوطن ويعلن عن تنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام ، وأعلامنا - والحمد لله - دائما ترفرف منكسة.
شخصيا إذا اقتربت منيتي وأصبت بمرض لعين ، فإنني أوصي أهلي ألا يرسلوني إلى أي مشفى إسرائيلي وأن يتبرعوا بمبلغ من المال لجمعية رعاية اليتيم.
في الخامسة والستين نحن مثل سيارات عتيقة خربة.
رحم الله الدكتور صائب عريقات ، وعليه الليلة أن يستعد لمفاوضات من نوع آخر ، ولا أعرف إن كان قرأ مقطع الشاعر وليد سيف:
" يا عبد الله ابن صفية
إذا جاءك الملاكان يسألانك عن الهوية
فقل لهما :
- إني فلسطيني ابن فلسطينية " .
هل سيسأل الملاكان السؤال الآتي :
- ولماذا إذن تعالجت في مشفى هداسا الإسرائيلي ؟
مساء الخير
خربشات
١٠ / ١١ / ٢٠٢٠ .



  • Like
التفاعلات: كريم السعيدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى