السيد فرج الشقوير - من وحي المومياء

هيّا بنا نلعب..
لُعبَة الشُّرَطِيّ.. والحاكمِ... والجلّاد
وعلى السّادةِ الحضور أنْ ينتبهوا
لُخدعَةِ المدّعي بالحقّ المدني...
ليُشّوْشرَ على أدلَّةِ البَراءَة
وإصراره المُبيَّتِ على إدانةِ دودِ المش
وجعارينِ المخازن
- شرطيُّ... يا شُرطيِّ
* نعم نعم.. يا آفاااانديٓ
- أينَ اللّصّ؟
* هذا هوَ اللِّص... ماثلٌ في قفص الإتهام..
هؤلاء الحُرَبات
وكلَّ حُرَباتٍ بالنّسَبِ.. أو بالمصَاهرة
ومنْ ارتضى حسن الجوار.. سيادتك
- النّيابة تتَفَضَّل
قال وكيل النّيابة
هؤلاء الحَوَش...
استغلّوا طيبََة الحُكومة...
وأشغالَها الشّاقة في سرقَةِ الكُحل مِنَ العين
والشّقُوقَ التي ارتضتها الأبراص..
لتوسعة الطريق المؤدّي إلى الباستيل
ورفع حصانَةَ السُّوس ما أمكن
فقاموا بنبش القبور
والعبث في نومةِ المساخيط السَّرمديّة
سلِيمٌ وأخواته...
وباقي القبيلة
جرّدوا رمسيس الثاني من سواره..
وعصاه المعقوفة..
وصندله الذهبيّ
وتركوا الملكة تي بلا عقدها الفيروزيّ
وخلخالها المعجباني
الذي تُشخلل به في حفلتها البرزخيّة
وتباهي به جثامين نساء الهكسوس
وباعوها لأيّوب الحرامي...
وتابعهِ مراد.. الثَّعلب
قُرابَة قَرنٍ.. زِدْ علَيهِ أو انْقُص منهُ قليلاً
فالأمرُ متروكٌ لعدالة المحكمة
كلّ هذا البذخ.. لقاءَ أَيش سعادتك
لقاءَ رغيفين وبَعضَ الجُبن المعتّق..
يقايضونَ تاريخاً كاملاً للصّاغة
بصحنَينِ من البُصارة
وقدورَ معدودة منْ الفول المُدمَّس
لا أستثنِي منهم أحدا...
ولا السيد ونيس بشحمه ولحمه
الّذي أبلغ عن تلك المهزلة..
لا عن عِرقٍ منْ شرَفٍ عَنَّ لهُ فجأة
ولا عن ضميرٍ (خربَشَهُ) ذات ليلة
إنما بدافع النّكاية
فسلّمنا بئراً مُترعاً من عظامِ الملوك
بكامل لفائفهم الكتّانيّة
وكلّ الخطابات المختومة
فهم متّهمونَ لا بِكَسرِ أقفال البرازخ
ولا برؤيةِ أفخاذَ حتشبسوت
ولا بالإطلاع على عجيزة نفرتاري
ولا بالتّلَصُّص على أسرار الدّولة
هم متّهمون بسرقة الشَّبْكَة من ميرامار
فكيف( نبيعُهَا) بجيدٍ مُعطّلٍ للفرجة
ومؤخر الصداق من مِرِي سِي عَنْخ
فمنْ أينَ تأكلُ....
ومعاش الضمان الإجتماعيّ.. (لم يعمل حسابها)
ونهب ثروات كاملة..
منْ أساوِرِ الكهنة
كانَ مِنَ المفروض اقتاسمها فيما بيننا كحوافز
ومكافأٓت مستحقَّة...
نظير السهر لاختراع العراقيل
وبنودَاً لفواتير الكهرباء
هم مدانون لا بنهب الأرائك المصفوفة...
ولا الزَّرابيِّ المبثوثة
هم مدانون باقترَاف المشغولات الذهبيَّة
من مجلس النّميمة الذي أعدته زليخا..
لِلفُرجة على يوزارسيف
يا حضرة القاضي.. لك أنْ تتخيّل
حتى أصابعَ النّسوة اللاتي قطّعنَ أيديهُن...
ما زالت في أماكنِها...
ما يدعوك للأسف يا جناب القاضي..
أنها بدون خواتم... وبلا دِبَل الخطوبة
الخُوان يا ريّس.. الخُوان..
بلا صحون الإجاص الملكيّة..
وبلا أباريق غسل الأيدي..
وبلا سكّينَةٍ ذهبيّةٍ واحدة.. كأَداةٍ للجريمة
لا يُعقل أن تكون زليخا تزَوّجت بلا نيش..
أو أواني للسُّفرَة
فماذا تركوا لوكلاء النيابة.. والقضاة؟!
ماذا أبقوْا للحكومة...؟!
غير هذا الرّميم الذي لا يعنينا كأولويّة
فتلكَ أشياء نقدّمها للدولة البيزنطيّة
لتكذب من خلالها براحتها..
وتُعيد إنتاج الخرائط الشرق أوسطيّة
الإبريز يا حضرة القاضي..
الذّهب يا حكومة
ضاعت مجهودات حسن فايق يا عالم
ماذا فعلت كل الأفلام....
التي تقنُع الحُربات بأنَّ الفقر نعمة؟
وأنّ الفلوسَ ميكروبٌ معدي
والسّادة الأعيان وحدهم يعرفون...
كيف يصرفونهُ عنهم
وكيف يسيطرون على َمخاطرهِ النّاجمَة
وبِنَاءً عليه..
تُطالِبُ النّيابة بتوقيع أقصى العقوبة
- الدّفاع جاهز للمُرافعة؟
َ# فلان الفلاني المحامي..
حاضر عن الرّعيّة...
ومعي أدلّة ثابتة....
أنَّ التايتانك صارت ملكاً لصائدي الكنوز
وأنّ رونالد ريجان...
فقط أخَذَ (مَنَابَ) الولايات المتّحدة
ولم يدّعي ملكيّة المحيط الأطلنطي لمجلس الشيوخ
يا سعادة القاضي...
النّهر للحكومة والأسماك للصّنّارة
النهر للحكومة أمرٌ فيه أخذٌ ورد.. لكن لنفرض
الحُربات (يدعبسون) عن الأسماك بالأيدي
تماماً كما (تُدعبس الفلوكة) الحكوميّة
الّتي تُجرّفُ النهر تماماً من الذَّريعة
ولا تعطي الحُربات (زعلوكاً) يسد الرّمَق
الحُرَباتُ يخدمون أنفسهم سيادتك
اخناتون بكامل هيئته..
مازال واقفاً تحت (آتُونِهِ) في العراء...
لِكونهِ منْ حجَر
ما أعطته الحكومة شمسيّةً ولو من الخوص
بينما توت (نخع) آمون نائمٌ في اللوفر..
ناعمٌ بالتّدفأة المركزيّة... لِكونهِ إبريزاً مُصَفّى!
لماذا تُفرّقُ الحكومة حتى بين الملوك
** أعترض.. وبشدّة قال المدّعي بالبهتان المدني
# يا عمّ (اسكت لك حبّة)
لو أنّ الموتى موضوع القضيّة..
لو برديّات قادش ما تهمّك...
لو بطولات أحمس...
حين (زرْبَحَ) الهكسوس أمامه تعنيك..
ما جدوى رفع القضيّة؟!
وقد استلمتُمُوها كاملةً...
تابوتا ينْطحُ تابوتا
الحُربات...
جوعى يا سيادة القاضي
أخذوا أرغفتهم من قلادة... وتركوا الرّقبة
ومن خلخالٍ وتركوا عرقوبه
أخذوا ما يأكلونه يا ريس
وتركوا لكم التّاريخَ لو يعنيكم
فخُذيه يا حكومة
النهر ماضٍ أمامهم من زمان...
فما زرعت لهم الحكومة فِجلاً..
ولا جرجيراً يرعونه بلا رغيف
وما علّمتْ ماسورةً كيف تصعد الجبل
و الغيث يا سعادة القاضي يهطل بلا قراميط...
الغيث يولد مُعَلّماً فنون الزَّحلقة من الجبل
فكيفَ ينبتُ الدِّريس؟!
ونيس (عيّل وغلط) يا بك
إنصاعَ لشادي عبد السّلام عن جهل يا باشا
ونيس... لمْ تعطِهِ الحكومة...
شاندويتشاً منَ الهوت دوج لقاء (خَبْصِه)
ولا شادي حازَ جائزة الدولة التّقديريّة
وعليه أطلب الإفراج فوراً عن الشعب الحُرباتي
وإلزام المُدّعي بأتعاب القضيّة
- حكمت المحكمة حضوريّاً..
بزَجّ المحامي في قفص الإتهام..
وإحالة الجميع لفضيلة شوقي علّام
وملعون أبوك منك له.. له.. له... لها.. لها
رفعت الهَلسَة.

...................
السيد فرج الشقوير
الجمعة/٤/١٢/٢٠٢٠

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى