محمد على عزب - أكذوبة أدباء اسرائيل المتعاطفين مع القضية الفلسطينية.. سوميخ وكينان وعوز نموذجا

يتحجج دعاة التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني بأن هناك تيارا من أدباء الكيان الصهيونى يحترم الشخصية العربية ويعترض على ممارسات الحكومات الصهيونية ضد الشعب الفلسطينى ومن أشهر الأدباء الذين مثلوا هذا التيار "ساسون سوميخ" و"عاموس كينان" و"عاموس عوز" ؟!
ولتفنيد تلك المقولة التى أراها غير موضوعية نقارن بين مواقف هؤلاء وبين مواقف أدباء من دول أخرى، ولنضرب مثلا بالروائي الفرنسى "جان بولر" صاحب رواية صمت البحر، برولر انضم لصفوف المقاومة ضد الجيش الألماني الذى دخل باريس لاحتلالها فى الحرب العالمية الثانية، وبسبب مذابح الجيش الفرنسى فى الحزائر سنة 1957م ، أعاد جان برولر وسام الدولة للحكومة الفرنسية معترضا على جرائمها فى الجزائر، وكتب جان بول سارتر كتابا بعنوان «عارنا فى الحزائر»
فما هو موقف سوميخ وكينان وعوز مقارنة بموقف بسارتر وبرولر
ساسون سوميخ باحث وناقد عراقى الأصل ولد سنة 1933م وهاجر إلى فلسطين المحتلة سنة 1951م، تكلم العربية قبل أن يتعلم اللغة العبرية، مؤمن بالصهيونية، كان يدعوا للتعايش بين العرب والصهاينة، تخصص سوميخ فى دراسة الأدب العربى وترجمته للعبرية، سوميخ بالأساس يبدو انه متشبع بالثقافة العربية، وكان بداخله حنين للأصل العربى ظهر فى اهتمامه بكل ماهو عربى، مثل الكثير من المهاجرين الصهاينة الأوائل شعور بالتنازع ببن الحنين للبلاد التى اتوا منها وبين الكيان الصهيوني، سوميخ صهيونى مخلص للصهيونية بكل عنصريتها، حصل على جائزة اسرائيل وهى اكبر جائزة تمنح للادباء والعلماء هناك سنة 2005م، وكان سعيدا بالجائزة رغم انها من حكومة استيطانية تمارس جرائم ضد الإنسانية، قتل الأطفال والنساء والعجائز، قارن بين موقف سارتر وبرولر وموقف سوميخ
عاموس كينان الروائى الصهيونى كان تعاطفه مع العرب فقط لأنهم يذكرونه باليهود الذين عذبهم هتلر ، وقد عبر عن ذلك صراحة فى روايته «الطريق إلى عين حارود» تعاطف مع محمود الفلسطينى لأنه يذكره بتعذيب الألمان لليهود وليس لأن محمود صاحب قضية ، تعاطف مزيف طبعا
أما الخطير عاموس عوز الذى مات فى ديسمبر 2018م فكان مصدر خطورته أنه كان يحاول تجميل الصهيونية عبر الأدب والكتابة الصحفية، عاموس عوز كان مؤيدا لحرب اسرائيل على غزة فى أول الأمر سنة 2009م، ثم رفضها بعد ذلك وقال لماذا كل هذا القتل ، من منطلق انه يكفى هذا لتأديب غزة ؟ وقال هذا صراحة فى جريدة «ها ارتس» فى يناير 2009م، عاموس عوز كان صهيونيا مخلصا لفكرة الصهيونية، ويحاول تحميل وجه اسرائيل القبيح، يلوم ممارسات الصهاينة وفى نفس الوقت يلوم العرب والفلسطنين فى خبث ومكر منقطع النظير مثلا يلوم الفلسطينيين لأنهم لم يعترفوا بقيام دولة إسرائيل سنة 1948م وساعتها لم يكن هناك مبررا لحرب 1967م طالما اعترف العرب بدولة اسرائيل ؟ وللمزيد من دس السم فى العسل يلوم اسرائيل انها لم تعرض حلولا لقيام دولة فلسطينية ، وقال بخصوص الدولتين : على اسرائيل ان تسعى لقيام دولتين اسرائلية وعربية بأقصى سرعة وإلا ستكون هناك دولة واحدة ستكون دولة عربية ؟، منتهى المكر والدهاء حتى والعرب فى أضعف حالاتهم يبدى خشيته منهم وخوفه على إسرائيل فى المستقبل ، تجميل لوجه اسرائيل القبيح بشكل خبيث وماكر

وفى النهاية لا بد ان نترجم ما يسمى بالأدب الصهيونى لمعرفة هؤلاء وماذا يقولون عنا، وكيف يفكرون، لا بد من قراءة الأدب الصهيونى ونقده ولا نكتفى بأن نقول انه أدب عنصرى بدون أن نتابعه متابعة دقيقة ، إنهم يجملون الوجه القبيح للصهيونية ونحن نائمون، خطورة عاموس كينان وعاموس عوز وأمثالهما لا يستهان بها فى إظهار ان هناك أدباء صهاينة يتعاطفون مع القضية الفلسطينية، اسرائيل نجحت على المستوى الاقتصادى والعسكرى والسياسى والأن يبحثون عن مجد ثقافى و أدبى وفنى لتجميل الصهيونية القبيحة، الآداب والفنون والثقافة تجارب جمالية فكرية روحية تنتجها روح مبدعة متسقة مع منظومة القيم الإنسانية العليا، والأديب أو الفنان الصهيونى عضو مؤسس فى كيان استيطاني مجرم يمارس جرائم ضد الإنسانية، فلنترجم كتابات هؤلاء لنعرفهم ونتابع محاولاتهم لتجميل وجه اسرائيل القبيح
رحم الله الروائى والكاتب الفلسطينى الشهيد غسان كنفانى فقد قال « الأديب الاسرائيلى تسير خطواته على إيقاع خطوات المؤسسة العسكرية الاسرائيلية»

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى