أمنية صلاح - دمعة هزيمة.. قصة

كانت وحيدة كعادتها دائمًا.. تنظر للأفق البعيد عبر البحر المتدفق..
وفي الأفق، رأت قرص الشمس الأحمر يغفو في أحضان البحر الأزرق.. في مشهد رائع.. مشهد لا يرى إلا عبر المسرح الرباني المليء بآيات الطبيعة الخلابة.
تسير في تؤدة على الرمال البيضاء الباردة.. حتى أجهدها السير..
استلقت على أحد كراسي الشاطىء.. أسبلت جفنيها.. حلمت معه بالغد المشرق.. رأت فيه حلم الأمس الذي خلال النفوس البشرية المتغيرة.. ضاع.
رأت فيه صورة دميمة من حلم مات.. لا لا، هو ليس كذلك.. بل هو الغد المشرق.. سأحيا وسأكون.
رعشة لذيذة من جراء هواء الليل البارد.. فتحت عينيها.. كانت الشمس قد أكملت غفوتها، مفسحة الطريق للقمر المضيء كي يعلن عن نفسه في خجل هلالي رائع.
ترى.. هل هو ذاك الغد الجميل..؟؟ أم هو مجرد حلم حلمت به وستصحو بعد قليل..؟؟
وإن كان حلمًا فلم لا..؟ لماذا لا تحلم به وتترك للقدر أن يقرر متى عليها أن تصحو؟..
ولكنها تخشى..
تخشى ضوء النهار عندما يغمر عينيها بقسوة فتعجز العين الحالمة أن تكمل طريقها إلى ضوء الشمس.
ولكن رغم ذلك، تكمله وتحيا الواقع مرة أخرى فلم لا تحلم؟؟
ستغمض عينيها من جديد.. ستحلم.. قد تتأخر الشمس.. وقد لا تأتي فتحيا في حلمها للأبد..
وقد تراه واقعًا..
وقد لا..
ولكنها ستحلم، حتى وإن صار الحلم مجرد حلم.. ستحلم، وإن ماتت المعاني وسرقت الآمال
لن تترك حلمها.. فالغد ليس هو ذاك الوحش الكاسر الذي دائمًا ما يسلبها أحلامها..
وإن سلبها إياها مرة.. مرتين.. عشرًا.. فقد يأتي يومًا ما ولا يفعلها
أفاقت من شرودها على تلك النغمة المميزة للرسائل القصيرة في هاتفها
فتحت الرسالة، لتجده هو من أرسلها
كلمات مقتضبة للغاية: آسف، لم أجرؤ على مصارحة صوتك..
ولكنني لم أعد أريد ذلك الحب.
في صمت وشرود، تركت الهاتف من يدها.. وتركت تلك الدمعة تتحرر من مقلتيها..
دمعة معلنة بأن القدر قد انتصر عليها تلك المرة أيضًا
للأسف..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى