أشرف قاسم - يسافر النورُ في أبهاءِ جبهتها

مِن شُـرْفةِ الحُلمِ ترنو لـي مُعاتِبـةً
بنتٌ مِن الحُـورِ منها يستحي القمرُ!
يُسافر النـورُ فـي أبهـاءِ جبهـتِها
ويسكبُ العطـرَ مِـن أعطافِها المـطرُ
خرائطُ الغيمِ تاهـت حينمـا ابتسمتْ
وسامحَ القلبُ مَـن خانوا ومَن غدروا
سواحـلُ العـمرِ مـا عادتْ تُعاندني
والفجرُ فـي شُرفةِ الأحلامِ ينتـظرُ!
مـدَدْتُ كفِّـي إليهـا بعـد غُربتهـا
فاستسلمتْ في يدي واخضوضر الشجرُ
مـن غربة الليل عـادت تبتغي سكناً
ضـاءتْ أصابعُهـا.. فاستأنس السَّحَرُ
علـى ذُرى مُهجتـي نصَّبتُها ملكـاً
وقُلتُ: سيدتي أسـرى بهـا الخفَـرُ
عُنَّـابُهـا لـم يزلْ يهمي على شفتي
كشَربـةِ المـاءِ والعطشـانُ يحتضرُ
لـي فـي هواهـا حدودٌ لستُ أُدركها
وفـي مفازاتهـا يحلـو لـيَ السفـرُ
أغصانُها حينمـا امتـدَّتْ على نهَري
عـاد الربيعُ ارتمى فـي حضنهِ النهـرُ
سحب من النور طلت حينما ابتسمت
عينـاك يـا غادتـي واضَّاحـكَ الزهَرُ
برجـان مـن خوفنـا دكـا بلمستنا
لا شئت لا مـا شئت بل ما شاءهُ القدرُ
حمـر قنـاديلنـا بيـض أنـاملنـا
خُضْـٌر حكايانـا يحلـو بهـا السمـرُ
أبوابنـا في وجـوه الشمس مشرعة
والنيـل مـن صفونـا بالصفـو يأتزرُ
نخطـو بحريـة نحو الغد، ارتسمت
علـي مـلامحـنـا الأفـراح والظفـرُ
عـادت وعدنا، وعـاد الحلـم يجمعنا
والشمـس يا حلوتـي في الأفق تستعرُ!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى