أمل الكردفاني- لا تهتم بالتفاصيل- مسرحية من منظر واحد

المنظر:
صالة صغيرة في شقة تتوزع فيها الأرائك وطاولة في المنتصف خلفها مقعد جلوس مبطن بالاسفنج المغلف بالقماش يجلس عليه "حارن" وهو في منتصف الثلاثين من العمر، لكنه يبدو أكبر قليلاً من ذلك..له كرش صغير ويرتدي نظارة يرفعها بحركة من أنفه بين الفينة والأخرى، على الطاولة حلويات وزجاجات مشروبات غازية وأكواب شاي وفي السقف زينة من قصاصات ورق ملون وبالونات، وتتوزع مجموعات من المدعوين للحفل يتحدثون بدون صوت طوال المسرحية. المتحدث الوحيد هو حارِن..

حارن: إنها موضة جديدة..لقد دعتني إلى حفلة طلاقها..لا أعرف هل هي عبيطة أم تحاول إغاظتي أم ماذا.. لكن كيف لا أعرف وأنا عاشرتها لستة أشهر كاملة كانت كالجحيم..هل تستحق ستة أشهر حفلة طلاق..إنني أخجل في الواقع من أن أقول لمعارفي أنني تطلقت بعد ستة أشهر فقط من الزواج..أما هي فتحتفل.. ولكن من يهتم لتلك التفاصيل..لا أعرف إن كان زواجنا تقليدياً أم لا.. فكلمة تقليدي تعني أننا لم نعرف بعضنا يوماً قبل الزواج ولم تنشأ بيننا قصة حب، والواقع أن هذا حدث ولم يحدث في نفس الوقت..ولكن ..من يهتم لهذه التفاصيل..كانت قصة حب عبر الانترنت تعرفت عليها قبل أسبوع من الزواج..دفعنا الشوق نحو خوض التجربة فخضناها بالفعل..وبدون تفاصيل.. كانت تجربة فاشلة بكل المقاييس..بكل بساطة لقد اكتشفنا بعضنا كما يفترض أن يحدث..إكتشفت أنها قيادية..وأنها مدمنة على الحب الرأسي أي حباً استخواذياً ساقطاً من أعلى لأسفل..تحبني في الوقت الذي تريده هي وتهجرني في الوقت الذي لا تريده هي..واكتشفت هي أنني سبهللي .. نعم.. لا أحب النظام ولا أقلم أظافري..رغم أنني لم أبحث عن ثغراتها ولم أُبدِ أي ملاحظات على سلبياتها فأنا لا أحب التفاصيل.. أما هي مثلاً لم تكن تطبخ بل تعمد إلى إنفاق المال على طلبات الوجبات من الخارج..وعندما نخرج تختار أغلى الأكلات واغلى المشروبات وكأنما كان غرضها أن تنتقم مني وبعد هذا كله لا تأكل الكثير مما تطلبه بل تترك الباقي لإشعاري بمزيد من الخسارة..رغم أنها أنفقت على هذا الحفل كما ترون أكثر مما أنفقناه سوياً على معيشتنا المشتركة خلال الستة أشهر لكنني لم أهتم أبداً بالتفاصيل..خلال الستة أشهر لم تنفق هي مليماً واحداً.. كانت فقط تصدر الأوامر..نظف أطباق الأكل فأنظف أطباق الأكل..اغسل الحمام فأغسل الحمام اغسل الملابس فأغسل الملابس..لقد حولتني لعبد لكنني صمت لأن التفاصيل ليست مهمة كثيراً بالنسبة لي..ستة أشهر اكتشفت فيها تناقضات غريبة جداً..فهي تصبح رومانسية جداً للحظات ثم فجأة تهرب بعيداً لتعيش مع نفسها..لم أفهم هل ذلك حب أم اضطراب عقلي..أعتقد أنه اضطراب عقلي..وكانت متوترة وعصبية..لا تقبل أي اعتراض على أوامرها فوجهها الطويل يحمر كالطماطم وأذناها العريضتان تنتصبان كأذني القط ثم يتوتر صوتها وتتحدث بسرعة حتى يتطاير البصاق من فهمها وعيناها غاضبتان..أقل رد مني كان يغضبها..صوت اكلي أو شربي أو غطيطي..ناهيكم عن أشياء أخرى لا أستطيع قولها صراحة ولا ضمناً فالتفاصيل ليست مهمة.. اكتشفت كائناً مختلفاً عن ذلك الذي كانته في الانترنت..حتى صورتها لم تكن هي بل كانت لفتاة من إقليم البنجاب..ولم تكن تشبهها البتة..مع ذلك لم أهتم بتلك التفاصيل..وواصلتُ معها..سنها المكتوب على الفيس أصغر بكثير من سنها الحقيقي عندما دونه المأزون في قسيمة الزواج.. قالت بأنها بكر ولم تكن كذلك .. صحيح أنها لم تك ثيباً لكنها لم تك بكراً ولا أعرف كيف أشرح أكثر من ذلك ولكن لا تهتموا بالتفاصيل..كنت أرى أهمية تكوين أسرة.. لقد كبرتُ على الاهتمام بتلك التفاصيل الريفية..وكل شيء عندي أضحى براغماتياً جداً..إذ أنني بت أهتم بالفعالية أكثر من إضاعة الوقت في احتساب التفاصيل الصغيرة.. طوال الستة أشهر لم أكن أملك الجرأة على إبداء رأي معارض لها..حتى تجرأتُ أخيراً وأعلنتُ رغبتي في الطلاق.. لقد اخترت الوقت المناسب تماماً ..أي في اللحظة التي كانت تهجرني وتختلي بنفسها في الغرفة..كنت قد فكرت طويلاً في المدخل الذي سأبدأ به الحديث وجهزت مقدمة تمهيدية طويلة نسيتها بمجرد أن رمقتني بعيني ذئب مخيفتين فتقيأتُ الكلام كله في عشر ثوانٍ.. ولكنها لم ترد بل صمتت وعادت لطلاء شفتيها بأحمر الشفاه وكأنها لم تسمع شيئاً.. على أي حال فهذه تفاصيل تافهة ولا قيمة لها.. تم الطلاق وحملت حقائبي وغادرت الشقة لكنها أمرتني بدفع إيجار ثلاثة اشهر قادمة حتى تنتهي عدتها..ففعلت.. حينها شعرت وكأنني قد خرجت من سجن مؤبد عن طريق معجزة..لكنني لم أفكر أبداً في حفلة طلاق..لقد أصبحت موضة هذه الأيام..بعد الطلاق ذهبت لعملي وبعد اسبوع تلقيت دعوتها لحضور الحفل..وها أنا هنا لا أفهم شيئاً.. فهي لم تحضر حتى الآن رغم انقضاء ساعتين على المواعيد بل وغادر بعض المعازيم وبقيت قلة منهم كما ترون..أين اختفت ولماذا لم تأتِ حتى الآن..(يسمع رنين جرس الباب فيذهب ويفتحه ليجد شرطياً) مرحباً..
الشرطي: مرحباً.. هل هذه شقة السيد حارن؟
حارن: نعم وها أنا ذا..
الشرطي: لا أعرف كيف أنقل لك الخبر..ولكن زوجتك..يبدو.. يبدو أنها انتحرت..(يتوقف جميع المدعويين عن الحديث ويلتفتوا نحو الشرطي) وهذه رسالة لك يا سيدي يبدو أنها كتبتها لك قبل الانتحار..
حارن: (يقرأ الورقة) لماذا فعلتَ ذلك... لا تنسى أن تغلق سدادة انبوبة الغاز..واطفاء المصابيح الكهربية قبل أن تغادر الشقة.. وإذا قلمت أظافرك عليك دفنها حتى لا تجلب لي النحس.. لا تنسى أن تدفع ثمن ايجار الزينة وثمن المشروبات للبقال الذي اشتريتها منه... لحظة..لقد نسيت: أختي الكبيرة لديها أطقم صحون لا تكسرها وأعدها إليها سليمة..وهناك خمسة وعشرون جنيهاً سلمها لها..حسابي البنكي سيغلق اوتامتيكياً فلا تحاول تزوير شيكات بإسمي..وداعاً يا حبيبي..
الشرطي: ما الذي فعلته لها لكي تنتحر؟
حارن: طلقتها..
الشرطي: هذا فحسب؟
حارن: نعم..
الشرطي: لا أعرف ولكن تبدو رسالتها غريبة بعض الشيء..
حارن: ليست غريبة لو عرفتها..ولكن لا تهتم بالتفاصيل..
الشرطي: حسنٌ..هل تذهب معي لرؤيتها..
حارن: لا أعرف..سأبدوا قاسياً قليلاً..ولكن هل أنت متأكد أنها ماتت؟
الشرطي: هذا مؤكد دون شك..
حارن: كيف انتحرت؟ هل شنقت نفسها؟
الشرطي: لا لقد..لقد أدخلت رأسها داخل مكثف الكهرباء المركزي للمدينة.. فصعقت وماتت..
حارن: آه ..حسنٌ..
الشرطي: أليس هذا غريباً..
حارن: ليس غريياً لو عرفتها.. تفعل أكثر من ذلك..ولكن لا تكترث لهذه التفاصيل..
الشرطي: إذا كانت كذلك فاسمح لي يا سيدي أن أبارك لك النجاة منها..
حارن: أنت مُحق..والآن..لا أعتقد أنني أهلٌ للذهاب معك..فأنا طلقتها وأضحت أجنبية عني ثم ماتت..سيذهب معك أحد اقاربها..هذا أفضل..
الشرطي: صحيح..
(يهم الشرطي بالمغادرة)
حارن: هل أنت متأكد أنها ماتت؟
الشرطي: كل التأكد يا سيدي..
حارن: هذا مؤسف.. أشكرك على إبلاغي بالخبر..
(يخرج الشرطي ويغلق الباب فيعود حارن لمقعده ويستمر المدعوون في أحاديثهم السابقة)..
حارن: لماذا أنتم هنا؟.. لقد ماتت صاحبة الحفل فماذا يبقيكم؟
(يخرج المدعوون من يمين ويسار مخارج المسرح بصمت وارتباك، يخرج حارن هاتفه ويجري اتصالاً)
حارن: آه حبيبتي..وأنا كذلك مشتاق لك.. أشعر فقط بإكتآب بسيط.. طليقتي انتحرت قبل قليل..لا..لا تنشغلي بتلك التفاصيل..نعم بالتأكيد يمكنك أن تأتِ الآن في المنزل الأول الذي تركته لها.. مسكينة..نعم..منذ أن ضبطتنا معاً تشوش عقلها وأصبحت لا تُطاق..لا تهتمي بالتفاصيل ففي النهاية هي من اتخذ قرار الانتحار رغم انفصالنا..صحيح..ضبطتنا ونحن متلبسين..لكن هذا موضوع ثانوي.. المهم ..أنا انتظرك الآن..(يغلق الخط ويضع الهاتف داخل جيب قميصه) هذه تفصيلة بسيطة نسيت أن أخبركم بها..ولكن لا تهتموا بالتفاصيل.. في النهاية نحن نرتكب الأخطاء لكي نعرف الصواب..أليس كذلك..وهي نفسها وقعت في الخطأ مع احدهم لكنني لم أهتم بتلك التفاصيل..ولن أهتم أبداً..فستة أشهر يمكنها أن تُكتب في عشرات الآلاف من الصفحات وفي نفس الوقت من الممكن أن تكتب في سطر واحد لتؤدي نفس الغرض، يمكنها أن تكتب في شكل خبر صحفي أو رواية أو مسرحية طويلة أو مسرحية من منظر واحد كما هو الحال هنا أو حتى أن تكتب في شكل بلاغ جنائي يقدم إلى الشرطة..فما الفرق..إن الحديث في حد ذاته ترف..والحديث عن زواج فاشل ترف أكبر..فهناك ملايين الزيجات الفاشلة..الزيجات التي اتسمت بالخيانة والزيجات التي ظلت باقية لمجرد الصبر والتصابر بين الطرفين لسبب ما كالحديث عن الأولاد..الحقيقة أن المشكلة ليست في الأولاد..بل في الأرادة..البعض لا يملك إرادة الخروج عن عبودية الطرف الآخر.. يخشى الحرية..يفكر بسوداوية في مستقبله وهو بلا مال ولا عمل.. أليس كذلك؟ ربما.. لكن ها هو الاحتفال بالطلاق قد انتهى..ربما أرادت أن تنتحر أثناء حفلة الطلاق ليحملني الناس ذنب موتها..هذا تصرف خبيث جداً.. منها...(يرن جرس الباب فيفتحه ويتبادل مع المرأة قبلات الترحيب على الوجنات) مرحباً بك من جديد يا حبيبتي (تدخل المرأة وتستلقي فوراً على الأريكة فيجلس على الأرض تحتها متوجهاً إلى الجمهور) تبدين متألقة اليوم..منتشية .. ترتدين فستاناً جميلاً كعادتك..فس..ت..ا..ن..اً.........قبل عشرة آلاف عام كان الرجال والنساء يرتدون ما يغطي عورتهم..ولم يختلف الأمر بين رجال ونساء..لكننا تطورنا كبشر وقسمنا الملابس لنوعين..ملابس نسائية وملابس رجالية ثم قسمنا كل شيء بعد ذلك..سجائر رجالية وسجائر نسائية ..عطور رجالية وعطور نسائية ..سيارات رجالية وسيارات نسائية..أحذية رجالية وأحذية نسائية..ألوان غرف نسائية وألوان غرف رجالية..لم يتبق إلا فرشاة الأسنان.. إننا ننفصل يا حبيبتي رويداً رويداً عن بعضنا..حتى يكون الإقتراب بيننا أشد صعوبة..ربما كان ذلك منا حتى نحب لحظات اللقاء ثم نرتاح عندما نعود منفردين بأنفسنا.. لقد انتحرت المسكينة بدون سبب.. ولكن من يهتم للتفاصيل.. (تنهض المرأة وتذهب نحو الطاولة فتملأ كوباً فارغاً بالشراب وتجرع منه ثم تجلس في كرسي آخر بعيد عنه وهو يراقبها بصمت) أها.. هذا حسن..أتخيلك وقد انجبت طفلاً (تضحك ضحكة واحدة مجلجلة) أعجبك ذلك ها.. حسنٌ.. بطنك سينتفخ قليلاً بعد الانجاب وستحتاجين لعملية شد .. هذا البطن الصغير الأبيض الناعم (تحاول منع نفسها من الضحك اثناء امتلاء فمها بالشراب لكنها لا تتمكن من ذلك).. في تلك اللحظة لا نهتم بالتفاصيل كثيرا.. هناك مناطق محددة وقليلة جداً تتمركز فيها العملية كلها..أليس كذلك يا حبيبتي (ينظر إليها باسماً فتومئ برأسها باسمة) هذا هو الفرق بينك وبينها (ترفع حاجبيها بدهشة) إنها كانت تهتم بكل التفاصيل في الوقت الذي لا يجب فيه أن تهتم بالتفاصيل أبداً..تلك اللحظة التي يجب أن نسعد فيها فقط..كانت هي تتأمل كل شيء لترى فيه شيئاً مُنفراً فتنتقده.. رغم أنني أبداً لم أنظر لقدميها ولا أصابع قديمها المعوجة..كانت بعض أصابع قدميها غير متساوية..لديها اصابع قصيرة وسط الطويلة بعضها ضخم كما لو كان متورماً وبعضها قزم وبعضها نحيل..لكنني لم أهتم أبداً بتلك التفاصيل..لكنها على العكس من ذلك تنظر لأصابع أقدامي وتقول بأن أظافري تحتاج لتقليم..هل تتخيلي ذلك..في تلك اللحظة الحميمة تقطع كل نشاطنا وحيويتنا لتبدي تلك الملاحظة التافهة.. ثم تشتكي من برودي بعد ذلك.. كيف لا أكون بارداً وأنا معرض للإتهام في كل لحظة لقد أصبَحَت تلك اللحظات مرعبة بالنسبة لي..أما معك (ينظر إليها فتبتسم بدلال وهي تغمض عينيها) أما معك فكنت طيراً طليقاً ..عصفوراً حراً.. كنت شقياً أليس كذلك؟ (تضحك ضحكة واحدة مجلجلة)..آه.. وها هي قد انتحرت..وضعت رأسها داخل مكثف الكهرباء المركزي..لا أستطيع تخيل المنظر..لا بد أن شعرها قد وقف كما في أفلام الكارتون (تضحك ضحكة واحدة مجلجلة) .. حسنٌ..وبشرتها.. بشرتها المليئة بالدمامل والثئاليل قد اسودت واحترقت..(يبدو الأسف على وجه المرأة)..لكنني أبداً لم أهتم بالنظر إلى جلدها..فالتفاصيل لا تهمني كثيرا يا عزيزتي (ينظر إليها مبتسما فتنظر إليه وتطلق ضحكتها الواحدة، يعود للنظر تجاه الحمهور) كانت ستة أشهر كافية لتوريطي بإنجاب طفل..لكن ذلك لم يحدث لحسن حظي.. لم تكن تنجب.. جيد.. فلربما كان طفلها سينشأ محطماً مع أم مجنونة وأب مقهور..وربما انتهى به الأمر إلى جنونه أو انتحاره بدوره فالعرق دساس..وإن لم يحدث ذلك وحاول أن يعيش محتفظاً بعقله فلربما أصبح رساماً أو شاعراً أو فيلسوفاً.. وليس من المستبعد أن يصبح مجرماً قاتلاً أو مغتصب أطفال..أو يصبح محتالاً صغيراً اما لو كان محتالاً كبيراً فغالباً سيكون سياسياً بارعاً أو ربما وزيراً..لا أعرف فكل الاحتمالات متوقعة في مثل ظروفه تلك..فيمكن أن يكون أيضاً طبيباً أو مهندساً أو حرفياً بارعاً..لا مانع.. هل هناك مانع؟ (ينظر إليها فتهز رأسها نفياً وهي تجمع شفتيها)..لكن..لماذا نهتم بكل تلك التفاصيل المهمة..فالمهم أنني أحبكِ أنتِ (تبتسم وتفتح ذراعيها).. وأنت تحبينني (تضم ذراعها الأيسر وتضع سبابة راحتها اليُمنى على شفتيها مفكرة) لا تحبينني؟!!! هة؟..(تعود وتفتح ذراعيها وهي تضحك).. آه..كنتِ تمزحين..لقد خفت لوهلة..وأنا قادم لحضور حفلة الطلاق.. رأيتها تسير ساهمة.. ترتدي معطف فرو غالٍ رغم أن الموسم صيفي وليس شتوي..أوقفت سيارتي ونزلت فأشعلت سجارة ووقفنا قرب مكثف الكهرباء المركزي..(تحمل المرأة الكوب وتشرب جرعة واحدة صغيرة)..سألتها عن هذه الحماقة التي قامت بها.. لماذا فعلتها مع أحد أعز أصدقائي..لكنها أخذت سجارتي ورمت بها على الأرض فدفعتها وحشرت رأسها داخل المكثف..ثم انتفضت مبتعداً عنها حتى لا تصيبني الكهرباء (يسقط الكوب من فمها وهي تحدق فيه بفزع) رفعت السجارة ووضعتها في جيبي ثم أدرت سيارتي وجئت إلى هنا.. تذكرت ذلك الآن..فأنتِ تعرفين أنني لا أهتم بالتفاصيل (تحمل حقيبتها الصغيرة وتهرب من الباب..يصيح) أين تذهبين؟ (تخرج) آه.. ألم اقل لكم أننا لا يجب أن نهتم بالتفاصيل..(ينهض ويشعل سجارة ثم يدخنها ببطء وتأمل) هكذا تخلصت من هذه أيضاً...هكذا تخلصت من كل ما تبقى من تفاصيل..سأستمتع بحياتي الآن..بالصورة الكلية.. كما كان يجب أن يحدث بالفعل..

(ستار)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى