حمود ولد سليمان "غيم الصحراء" - حقيبة الكتب.. او جني الثمار

قبل يومين كنت أتابع برنامجا تلفزيونيافي القناة الفرنسية الخامسة واعجبني جدا , معد البرنامج صحافي مثقف وله إلمام كبير بالحركة الأدبية العالمية , تتلخص فكرته في استضافة مجموعة من الطلاب والمهتمين بالشأن الادبي وكتاب ومكتباتين في نهاية السنة الأدبية , وتزامنا مع العطلة الصيفية التي يذهب الكل فيها طلبا للراحة علي المرأ ان يصحب معه حقيبة كتب للمطالعة , بينها اعمال تولستوي , وفرانسوا مورياك , وصامويل ابيكت , وبودلير , وافلوبير , وبلزاك , واخرين معاصرين , وهي مقترحة من معد البرنامج والحضور, و تدارحولها حلقة علمية , تناقش , وتنتقد , وتقترح للموافقة عليها حتي تدرج في قائمة المنتقيات , برنامج ممتع وفكرة جيدة تؤسس لجماليات القراءة البناءة .
تساءلت في نهاية الحلقة ما الذي نقرأه نحن الموريتانيون طوال العطلة الصيفية , وعداها , للاسف قليل منا من يقرأ وهناك من لايتجاوز معدل القراءة لديه كتاب واحد في السنة , القراءة سلوك حضاري , حداثي , تأسيس لقيم الانسان ,وعي وجودي , وشرط للبقاء , انتاج واعادة انتاج ومالم تتحول الي طقس يومي في حياتنا وتصبح ضرورة كالماء والهواء فاننا لن ننهض . شعب لايقرأ , لاينتج , لايعرف ما الذي يريد , بلاطموح , بلا رؤية للمستقبل, غير قادر علي الدفاع عن نفسه , وغير محصن ضد الاستبداد والطغيان والظلم , عرضة للموت والانقراض
اعتقد ان الاعلام له دور كبير في تأسيس ثقافة القراءة لانه الوسيلة والقناة , ومع ذالك وللاسف ورغم الانفتاح الاعلامي الذي حصل مؤخرا ما زالت البرامج الجادة الساعية للقراءة او القراءات والباحثة والمتتبعة بشغف للاصدرات الجديدة وتقديمها وقراءتها واثرائها بالنقاش غير موجودة . وليست المسالة لعدم وجود انتاج ثقافي يومي حي ,الابداع الادبي والفكري الموريتاني , يعرف وتيرة ونموا والحمد لله , ففي هذه السنة نشرت مجموعات شعرية وكتب في التاريخ والفكر ومع ذالك لم نجد من سعي اولفت نظرناالي قرائتها ونقاشها والتعريف بها , لامن الصحافة ولامن الناشرين والمكتباتين ولا الجمعيات الثقافية .
الكارثة الكبري ان الحسابات الصغيرة , الجهوية و القبلية والشخصية , والزبونية , والبراغماتية , هي التي تحكم عملنا الثقافي , سواءا في الوسط الصحافي أوالجامعي الاكاديمي
الكل يجري ويتعب ويشقي من اجل مكاسب مادية والهم الثقافي لا يعني عنده اكثر من مناسبات للظهور والحصول علي امتيازات و باي طريقة .
متي نجعل من القراءة طقسا ,واقعا يوميا ؟ ليس مشروطا بزمن ولامناسبة ؟ متي يتعلم طلابنا وتلامذتنا قيمة القراءة كفعل ووجود وحضور وحياة وابداع ومساءلات لاتنتهي , متي نتعلم جني الثمار؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى