عبد الستار قاسم - نكبة الترحيل عن فلسطين

في ذكرى نكبة عام 1948 التي حلّت بشعب فلسطين، يبقى مسلسل النكبات مستمراً. إسرائيل لم تتوقف عن سياساتها التقليدية وإجراءاتها ضد الشعب والأرض، وتمكنت أن تضيف عناصر عربية وفلسطينية متحالفة معها في مواجهة الصمود الشعبي الفلسطيني.
لم يعد الحديث عن نكبة عام 1948 كافياً، بل لا بد أن نتحدث عن نكبات متتالية تقع على رأس شعب فلسطين
لم يعد الحديث عن نكبة عام 1948 كافياً، بل لا بد أن نتحدث عن نكبات متتالية تقع على رأس شعب فلسطين
تلك أيام كان الصهاينة وحدهم يقتلون الناس ويطردونهم من ديارهم ويشتتونهم، ولم يتوقفوا حتى الآن عن إبعاد الناس واتباع سياسات متنوعة من شأنها في النهاية أن تجبرهم على الرحيل، لكن لم يعودوا وحدهم هم الذين يتبنون هذه السياسات، بل بعض الفلسطينيين أصبحوا شركاء بسياساتهم الخاصة التي تدفع بشباب فلسطينيين دفعاً خارج الديار. أراد الصهاينة أرضاً بلا شعب فطردوا الناس، لكن وجودهم بقي يشكل حافزاً قوياً للفلسطينيين للصمود والمقاومة وتطوير المنظومة القيمية المتناسبة مع هدف التحرير.

مع كل هذه السنين الطوال المليئة بالحسرة والألم والأحزان، ما يزال الفلسطيني يحمل أمتعته على ظهره ويهيم على وجهه.

سيستمر الصهاينة بسياساتهم التهجيرية لأنهم يؤمنون بأن فلسطين الانتدابية (أي القائمة حالياً والتي رسمها الإنكليز والفرنساويون) يجب أن تكون دولة اليهود، ولا يؤمنون بحقوق عربية أو فلسطينية فيها. وواضح أن إسرائيل تعمل الآن بجد واجتهاد على تهويد الضفة الغربية من خلال تعزيز التجمعات السكانية الصهيونية وتحويلها إلى بؤر تدور حولها أفلاك قروية فلسطينية. وسياساتهم ستطال الفلسطينيين في الأرض المحتلة/48 الذين يشكلون حوالي 20% من السكان. لكن ماذا عنا نحن الذين نتحدث ليل نهار في وسائل الإعلام ضد السياسات الصهيونية؟
أعلى