ديوان الغائبين بيداء عبد الكريم الزير - سوريا - 1971 - 2002

بيداء عبد الكريم الزير ❀ لروحها الرحمة والسلام ❀ في ذكرى رحيلها ❀
ولدت في سلمية عام 1971م. وكانت من المتفوقات والمتميزات خلال مدة دراستها منذ الفترة الابتدائية مروراً بالمرحلة الإعدادية و الثانوية حتى تخرجها من كلية العلوم قسم الرياضيات من جامعة دمشق بدرجة جيد جداً وذلك عام 1995م.
تابعت دراستها فنالت شهادة الدبلوم بدرجة جيد جداً عام 1996م. وحصلت على شهادة الماجستير في المعلوماتية بتقدير امتياز عن رسالتها المقدمة بعنوان (تحليل وتصميم النظم بالطرق الفرضية التوجه) عام 2001 م.
كانت عضواً هاماً وفعالاً في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية. حيث درّست في العديد من المعاهد والمراكز العلمية مادة الكمبيوتر بجميع اختصاصاتها.
ألقت عشرات المحاضرات حول المعلوماتية في مختلف المدن السورية. وشاركت في ندوات ومؤتمرات علمية داخل سورية.
شاركت في (المؤتمر العلمي في جامعة الزيتونة) لعاميـن متتالييـن 2001 – 2002م. ونالت عدداً من الجوائز العلمية والتقديرية عن أعمالها وأبحاثها المقدمة للمؤتمر المذكور.
رشحت لنيل شهادة الدكتوراه في المعلوماتية (من منح البنك الإسلامي للتنميـة) والمخصصة للمتفوقين في العلوم والثقافة العالية لعام 2000 ـ 2003م.
قامت بتأليف أربعة كتب حول نظم المعلومات وهي:
 إدارة قواعد البيانات في (مايكرو سوفت أكسس).
 مبادئ العمل السكرتاري باستخدام (M.SOUTLOOK).
 دور نظم المعلومات و تطبيقاتها في التطور الحضاري للمجتمع.
 الإصدار الحديث لكتاب (M.SOUTLOOK )، لم يكتمل لأن القدر شاء لها الرحيل قبل إتمامه.
توفيت في 11 تشرين الأول عام 2002 م بعد أن تغلب عليها مرضها. وأطلق اسمها على القاعة الرئيسية في المركز الثقافي العربي بسلمية بقرار من وزير الثقافة.
عرفت بثبات فكرها وأملها، وسمت ببحثها العلمي لكي تظل قادرة على العطاء، وكانت فاضلة ترتقي بشخصيتها القوية، المرهفة الأحاسيس، العالية المواجع، التي تمردت على آلامها، وقاومت مرضها بصلابة وعناد، وخاضت معه وجاهدت في معركتها الأخيرة ضد شراسته وقسوته وتداعياته، غير أن جسدها الندي وطفولتها البريئة لم يصمدا كثيراً أمام قوة هذا المرض الكريه، وارتفعت روحها إلى دنيا الصفاء والمجد.
كانت وقورة في أدبها، وقد اكتسبت القدرة على تطويع المستحيل، تلك القدرة المتوهجة على الجمع ما بين الذكاء العلمي، والذكاء الاجتماعي، وكان هذا واضحاً خلال مسيرة حياتها القصيرة، ورثت عن أبيها الروح الفنية المجبولة بالمسؤولية الكبيرة، عبرت بها دورات حياتية صعبة، ومشت بعيداً في علومها حتى وصلت إلى بعض من مبتغاها الكبير وأملها غير المحدود، تعلقت أهدابها بالعلم، وتنقلت في مسارها التعليمي بين مدارس مختلفة، ونما شغفها بالبحث العلمي وتطوره مع كل نجاح نالته في صفوفها، تعبت عيناها من التطلع نحو حياة علمية بحثية مختلفة انعكست في اختيارها لعلم الكمبيوتر وتقنياته، فتخصصت بها و برزت في تخصصها، وفي قدرتها على التعامل مع التفاصيل الدقيقة والمتشعبة للكمبيوتر وشغفها المزمن بالبحث والتجربة في مجاله، وبتفوقها على زملائها في طرح الأسئلة الغريبة عن متوفرات العلم آنذاك، مما أثار دهشة مدرسيها فشجعوها على متابعة أبحاثها المعرفية بمهارة عالية، وقدرة كبيرة على تحليل البرامج، وإصدار النتائج، وهي تعد أول فتاة تتمكن من زرع علم البرمجيات في سوريا، وشاركت في الاكتشافات التقنية لبرمجة الكمبيوتر، رغم الموانع والعقبات الكثيرة التي واجهتها أثناء بحثها وفي مسيرة حياتها غير أنها لم تأبه لهذه الصعوبات ولا بمن وضعها في طريقها، فهمتها العالية وكبرياؤها، وجرأتها، وتصميمها على الفوز، كل ذلك أوصلها إلى سعة العلم والبراعة فيه، وربما كان مبعث ذلك سعي وكفاح المرأة الدائم في سبيل إثبات الوجود وتبيان قدرتها الكبيرة على مساواة الرجل، وربما التفوق عليه في مجالات كثيرة،.. والموت ذلك القدر الذي ينتظر الجميع، فيأخذ الأفضل تباعاً، ويغربل من تبقى، وينتظره ليوم لا مفر منه، وهكذا اختطفها الموت اختطافاً، وتوارى جسدها الشاب تحت التراب، وبقي عقلها المنتج يبحث عن المعارف التي لم يصل إليها بعد، وربما رحل ليبحث عن تلك المعارف خارج عالمنا الذي افتقر لها..!
صدر كتاب عنها وما أبدعته طيلة حياتها القصيرة، وتضمن الكتاب ما قيل فيها في حياتها وبعد رحيلها، والكتاب من تأليف الدكتور ناصر الملوحي، من ضمن إصداراته (المبدعون العرب) بعنوان الباحثة: بيداء عبد الكريم الزير عام 2006 م.
وباعتبارها من أوائل الباحثات على مستوى العالم العربي، ولكونها زهرة من زهرات سلمية المعطاءة، ولأنها تركت برحيلها فراغاً كبيراً على مستوى تأليف الكتب المعلوماتية، رأينا أن نتقـدم لروحها بالشكـر الجزيل على إنتاجها في حياتها وعلى شجاعتها الكبيرة بمواجهة مرضها القاتل، الذي فتك بجسمها الشاب لكنه عجز عن قتل نفسها القوية وعقلها المبدع..

من كتاب " شخصيات من ذاكرة سلمية " جمعية العاديات ..

والشكر للأستاذ الباحث غالب المير غالب


منقول







1613414714641.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى