د. عبد الله الطيب - إلى الخرطوم.. شعر

إلى الخرطوم من بعد اغترابِ
وبعد بِلَى الشهيّ من الشبابِ
غريب في بلاديَ سوف يفنى
غريباً في سباسبها سرابي
وآثرت الكتاب على خليل
يرائيني بأصناف الكذاب
وألفيت الكتاب يلوح منه
جبين الله في الظّلَمِ الرِّهاب
يحدثني عن الأشباه ولّوْا
فحولي معشر مثل الذئاب
وآواني الرضا في سِتر بيتي
من الأهواء والإحَن الغضاب
أُحِبّ النيل ذا التيار يطمو
ويلطم جانبيه بالعباب
سمعت بكاءها والعمر غض
يعللني بآمال عذاب
وبين السُّنط في الأسمال شُعْثٌ
دلَفن مع العشية لاحتطاب
أحب النيل حين صفا وشعت
تهاويل الأصيل على الروابي
وآواني الرضا في سِتر بيتي
من الأهواء والإحَن الغضاب
ومن صور ألاقيهن صُورٍ
من القبح انتقبْن بلا نقاب
أُحِبّ النيل ذا التيار يطمو
ويلطم جانبيه بالعباب
أحب النيل زمجر ثم لجّت
سواقيه الشجية في انتحاب
سمعت بكاءها والعمر غض
يعللني بآمال عذاب
وعزّاني تنهدها مطيفاً
به سجع القماريّ الطراب
وبين السُّنط في الأسمال شُعْثٌ
دلَفن مع العشية لاحتطاب
وشِمْت البرق مثل السوط شق الدْ
ـدُجُنة بين مركوم السحاب
أحب النيل حين صفا وشعت
تهاويل الأصيل على الروابي
تهبّ به الشمال على شراع
كسالفة الإوزة ذي انسياب
أعلى