عبد الرحمن مقلد - وهو يغازل موظفات البنك... شعر

ذواتُ الرداءِ المُحايدِ
والابتسامِ المُوحدِ
لا وقت يملكن كي تتأمل زرقةَ أعينهن
وأن تتمشى على خطوهن قليلاً
وهن يراجعنَ خلف الحواسيبِ
ما كان من قرضك المستحقِ..
ولا وقت يملكن للسرِقات الصغيرةِ
أو للغرامِ المُخالسِ
لسن يُرَاوَدْن عن نَفِسهن
ولا ينتبهن لهذا المَدِين
الذي جاء يسألُ عن قرضِه ..
وما كان في عَجلٍ يتجاوزُ مقعده
أو يضايقه الانتظار الطويل
ولكنه مَنْ أطالَ النظرْ
وباعدَ في العدو من خلفهن
ولم يتوخَ الحذرْ
وكيف له أن يملَ الجَمَالَ السريعَ
الذي يتواثبُ في عينه
أو يمرُّ..
الجمالُ السريعُ الذي يخطفُ القلب
ثم يغيب
وثم يلوحُ
ويمكث وقتاً قليلاً
ويعبرُ ليس يخلف إلا الوميض
وهذا الذي في الطريقِ إلى البنك
أغرى ثمانيَ مُخْتَلَسَاتٍ
وأوقع مثلَ ثمانيَ عشرةً محبوبةً
وتركن على القلب بضعَ ندوبٍ
وتلويحةً للوداعِ
يلاقي جزاء الصدودِ!
ولا يَتلقْى الذي يستحقُ
ويخذلنه
- صاحباتُ الرداءِ الموحدِ
والضحكِ المستعارِ -
اللواتي تشاغلن عنه بِعَدِ النقود!!
وما كان مُنشغلاً
أو يراقبُ عدَّ المؤشرِ
أو يترقبُ ترتيبه بين جَمْعِ مدنيينَ
لكنه راح في حسنهن
وأطرقَ عن حاله
وتباهى بأن اللواتي يرى في الصوامعِ
بين الحواسيبِ
لسن سوى راهباتِ البنوكِ
اللواتي تنزلن من رَحمةِ وودادِ..
ولكنه لا يرى ما يراقبن خلفَ الزجاج
وما ينشغلن به من فخاخٍ
وسقف فوائدَ ليس يناسبُ..
لسن البريئاتِ
لسن اللواتي تراهن
منشغلاتٍ برتقِ الجواربِ
لسنَ البديناتِ في حُوش بيتٍ
ولا من حواريكَ يأتينِ
أو ينتبهنَ لمثلك
هن يخالفنَ كلَّ الذي تتوقعَ
أنت القديمُ/ وهن الجديداتُ
أنت المدين/ وهن اللواتي يَحُزْنَ الثمنْ
هن ربيبات هذا الزمنْ
وبَضَّاتُه اليقظات لأي مختالة
وهن الأنيقات يشبهن أنفسهن
/وأنت المهلهل تشبُه ذاتك
لهن من الجِد ما لا يناسبُ هزلك
هن يراقبن أرصدة العملاء/
وأنت تراقب أرجلهنَ
وهن الحريصات في رفقة العملاتِ الكبيرة
يبحرن دون مخاوفَ في لجج الرَاسمالِ
وتغرق أنت على الشاطئ الضحلِ..
لا تنس أنك فكرت في البحر، أمس،
وكنت تريدُ التصرف غير مبالٍ
- كرحالةٍ في المحيط -
وأنت تريق قصيدة بيسوا على صهد قلبك
فكرت في القفزِ من قارب «الميكروباص»!
وأكدت أن البقاء بلا عملٍ
والتمشي قليلاً على نور شمسٍ هو الفوز
وليس البقاء أسير الدوامِ
الدواااااام
فبالله كيف تفكرُ يا أيها الخاسرُ المتخاذلْ..
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى