عبدالله البقالي - حكاية شعب

حكاية المصير فيها كان هو القضية، و القضية هي المصير. حكوا عن كل شئ. عن عشق أتلف تفاصيله الدجى ليكشف النهار عن حلم حين انجلى. فقس الحلم و نما. تمالك نفسه و حبا. غازلته الحياة فشدا. و حين لامس مسالك الامان كبا. باندهاش صار ينظر، من زيف من؟ ينبوع الحياة الذي جف، أم زمن النخاسة قد رنا؟
الكسوف لم يكن عابرا . و زهرة الحياة لا يحييها الظلام. و في الفاصل بين غروب سريع ، و شروق بعيد تؤقت دقائقه عقوق السنين و جشع النافذين، أدركوا ان العزم هو الفارق بين التمني و العيش الحقيقي. و أن الشمس هذه المرة في حاجة إلى من يكنس طريق شروقها.
تطلعوا لمن حولهم. التقطوا أصداء أقفال دور النخاسة الصدئة ، و سمعوا صرير أبوابها ، و راوا النخاسين يبحثون عن الأصفاد المنسية. هل هم في زمنهم ام في زمن يلبس أسمال الماضي النجسة؟
تحسسوا معاصم أياديهم. نظروا لأرجلهم . أدركوا ان الفارق بين خفتهم و الخطى المثقلة بجر السلاسل هو فارق بين ومضة كلمة و همس شفاه. هالتهم البساط القادمة الخالية من الألوان حيث لن يكون بمقدورهم ان يحلموا مجددا. لأنهم سيحيون أزمنة مبتورة من صيرورتها. مجرد مقتطعات لن تؤهلم لشئ أكثر مما ستربطهم برحى تطحن احلامهم. و بين هول المصير الكامن في الامام، كانوا يسترقون النظر للخلف، و على محياهم تساؤل: هل هم يقصون حكاية تخصهم ، ام يحكون قصة شعب؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى