زهير الرافعي - في المشمش.. من كتاب : حكايات من دفتر أحوال الأيام.. ألف حكاية وحكاية.. الجزء الثاني الحكاية رقم (357)

الجزء الثاني الحكاية رقم (357)

تلك هي الحكاية .. كثيرا ما كنا نردد الاماني والاحلام بينما كان هناك من يرددون خلفنا هذه العبارة الشهيرة " في المشمش " ..
كانت الأحلام كبيرة .. وكلها كانت رهينة تلك العبارة " في المشمش " ..
فلسطين حرة .. في المشمش ......
تماثيل رخام علي الترعة وأوبرا .. في المشمش .....
سنلحق بالركب .. في المشمش .. فإذا بالركب يختفي ويتوارى .. .......
حتي وصلنا إلي عيش حرية عدالة اجتماعية .. في المشمش ......
إلا أن الحديث عن ذلك المثل الشهير لا يمر دون ذكر القصة الشهيرة للمبدع الراحل اسامة أنور عكاشة ..
أنا وأنت وبابا في المشمش ..
كان المسلسل عملا فني أكثر من رائع .. يدور حول الفساد وسنينه ..
يومها ومع نهاية المسلسل تصورت أنه سيكون شوكة في ظهر المفسدين وبمثابة نوبة صحيان وإفاقة للناس أن أستيقظوا من سباتكم فقد آن الأوان لاسترداد الوعي ..
كان المسلسل يحاكي الواقع المرير ويبعث برسالة قوية للمجتمع مفادها أن الفساد سوف يقضي علي المجتمع ويقوض دائمه .. إلا أن الرسالة لم تصل .. أو وصلت ولم تقرأ ..
ألم أقل لكم أن صفية لا تقرأ ..
و علي قمة هذا المسلسل الأغنية والتي تذاع في المقدمة وفي النهاية لكل حلقة ..
كانت الاغنية بكل جمالياتها بمثابة منشور سياسي مكتمل الاركان ..
بل أنني لا أبالغ اذا قلت أن الاغنية ربما تكون من أهم عناصر نجاح المسلسل ..
ولما لا .. فقد كان ورائها مبدعين بحق وليس مدعين ..
الكلمات كانت لشاعر العامية المبدع دوما والثائر حينها :
أحمد فؤاد نجم ..
واللحن المميز :
للملحن الصاعد وقتها :
فاروق الشرنوبي ..
أما مبلغ الابداع وروعته كانت مع الموسيقي الفذ :
ياسر عبد الرحمن ..
وما أدراكم من هو ياسر عبد الرحمن .. هو صاحب موسيقى فيلم المواطن مصري ..
أما الغناء فقد كان لفردوس عبد الحميد ..
والحقيقة أنها جائت بصوتها لتكمل الصورة الابداعية لتظهر في أروع حالاتها ..
وحين نطالع كلمات الاغنية ونتحسس المعاني نكتشف كم كان الراحل نجم موفقا كشاعر عامية في التعبير عن الاحلام الموصودة والموءودة .. فتقول كلمات الأغنية :
" فى المشمش فى المشمش فى المشمش
ستين فى المشمش يا حليوة يا بتاع المشمش صدقتك
لعبة فى حدوتة ولا طولتك ولا دوقت المشمش
احكيلى حكاية فى المشمش
ارسملى مراية فى المشمش
قصلى فستان فى المشمش
طرح البستان فى المشمش
هاتلى البوتجاز فى المشمش
وسرير هزاز فى المشمش
طب لمبة جواز فى المشمش
شالله يا جواز فى المشمش
طب اخش السيما فى المشمش
حسنين ونعيمة فى المشمش
شربنى الشاى فى المشمش
طب قولى انا جاى فى المشمش
على شوقك يا حليوة يا مشمش
ومسيرك يا بتاع فى المشمش
هاتكلم ابويا يمشمشلك
وانا وانت وبابا فى المشمش " ..
وينتهي المسلسل .. وتمر الايام والفساد ينمو ويترعرع ..
وكأن المسلسل كان بمثابة درس وبيان تعليمي عن كيفية ممارسة الفساد ..
ألم أقل لكم أن صفية لا تقرأ ..
وبقيت الاحلام .. في المشمش !


زهير الرافعي
( عن منصة كتبنا للنشر )


1617463478019.png



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى