منصور جغيمان - ارتباك..

لنفترض أننا لم نلتق يوماً
و صدفةً جمَعَنا مقعدان متجاوران
على متن طائرةٍ متجهةٍ إلى جزر المالديف
أنا ذاهبٌ لقضاء رحلةٍ مدتها أسبوع
لأنني فزتُ بمسابقةٍ
أعدتها مجلةٌ عالميةٌ مشهورة
ها أنا بجانبكِ الآن لكنكِ لم تلفتي انتباهي البتة
لأنكِ مجرد رقمٍ في قائمةٍ غير منتهيةٍ
من النساء اللاتي صادفتُهنَّ
في طريقي إلى هنا
بدءاً من التلميذة الجامعية
التي اتهمتني صباحاً
بسرقة هاتفها الجوال
مروراُ بمسئولة الأمن في المطار
و التي طلبت أن يتم تفتيشي بدقةٍ
لأنني من مدينةٍ كل ابنائها متطرفون
انتهاءاً بكِ طبعاً أيتها الجالسة الآن بجوار النافذة
تاركةً عطرها يتجول في الأنحاء مثل طفلٍ صغير
رأيتُ بالطبع النظرة التي ارتسمت على وجهكِ
عندما رأيتِني قادماً نحوكِ..
تباً..هذا الأسمر ضعيف البنية رفيق دربي إليكِ ؟!
ما على هذا اتفقنا يا جزر المالديف
أذكر أنكِ كنتِ أنيقةً كإلهةٍ إغريقية
جلستُ كما يجلس توم كروز بجوار جاسوسةٍ جميلةٍ
في " mission impossible "
كانت بداية حديثي معكِ غير موفقةٍ لسببين
الأول : أنني قاطعتُ امرأةً صامتةً
الثاني : أنني سألتكِ : كيف حدث كل هذا ؟!
أذكر أنني سألتكِ هذا السؤال من قبل
لكن لم يكن ينبغي أن اسألكِ
أيتها الجالسة بجواري الآن هذا السؤال
لأنه من المفترض في هذا النص
أن تكوني امرأةً غريبةً
لكنني تخيلتُ أن التي تجلس بجواري الآن
على متن هذه الطائرة أنتِ الواقعية
و لذا سألتكِ : " كيف حدث كل هذا ؟! "
لذا لنفترض أن الطائرة الآن أقلعت
و عندما استيقظتِ من نومكِ
سألتِني : " كيف حدث كل هذا ؟! "
أردتُ أن أنبهكِ إلى أول كلمةٍ في النص " لنفترض "
لكنكِ أخبرتِني أن التي استيقظت من نومها أنتِ الواقعية
و أن الفتاة التي صادفتُها لأول مرةٍ
على متن طائرةٍ متجهةٍ إلى المالديف ظلت هناك في الحلم
" كيف حدث كل هذا إذن ؟! " تسألين مرةً أخرى
ليس هذا هو الوقت و لا المكان المناسبين لطرح هذا السؤال
فنحن على متن طائرةٍ افتراضيةٍ و وجودكِ الآن خطرٌ على النص
تجاوزكِ يعني تجاوز كل المطبات الهوائية التي خلقها ظهوركِ
لذا لنفترض من جديد أنكِ نمتِ و أنكِ قمتِ
" ألم نصل بعد ؟! "
- " ما زالتِ الرحلة طويلة..لكن.....؟! "
" لكن ماذا ؟! "
- " لماذا تذهبين إلى المالديف ؟! "
" رشحني حبيبي
الذي فاز بمسابقةٍ في مجلة مشهورة للذهاب بدلا عنه..
و أنت ؟! أخبرني..ما سبب ذهابكَ إلى جزر المالديف ؟! "

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى