حسن إمامي - خيل الياسمين

فَرْمَل بحوافره على حدود التماس. تناثر غبارا وترابا متراقصا ومتخللا في لوحته دمعات العرق المتصبب بغزارة مفاجئة، كأنه رعد انفجر من أعماق السماوات. وما كانت من غيوم منتشرة في هذا الفضاء. كانت رعدا مدويا ترجمه الصهيل المخرس الذي لوى به اللجام عنق هذا الفرس الأصيل.
كانت اعتراضا على رغبة هذا الفارس الذي اراد سحق كل زهور الياسمين. وهذا الحقل الذي احتضن عرس الأزهار والرياحين. وهذه الباقات التي توجت في أكاليل سباقات المسافات واستعراضات الفاتحين، برقصات الخيل وزغاريد النسوة الغيورة من احتضان الفرس للفرسان الناشئين.
اخيرا ستسلمن عشاقها لأحضان عطشى وصدور في حنين لنشيد الحب واحلام الجزر في خرائط الراوين المليئة بأمنيات العيش الحر الأمين.
أوقف الرسامون عقارب الزمن السوريالي الذي أنتج هذا المشهد الحزين. اعتصروا العروق والأعصاب. اعتصموا بالمراسم المفتوحة على الهواء واشعة الشمس، بصدور مفتوحة لكل الأعاصير . تصلبت الطيور واقفة متعجبة فوق رؤوسهم من اختلاط صباغة الألوان بشعيرات رؤوسهم المنفوشة من كثر التخمين.
لاقى عنقه لمسة السيف الباتر بنصله، النازل مقصلة على سيقان الرياحين والياسمين. وانفصل النصل عن القائم، احتجاجا على قوة ليست بشجاعة حرب ولا روح رياضة. لا لجرد الحقول من ألوان وعبق وحنين.
غلب الصهيل ضوضاء الغزاة الناخرين. اتجهت المجزرة نحو الرسامين. لعلهم سبب انتشار الألوان وتنوع الأذواق والآراء. أحرقت اللوحات، وضحك الفنانون سخرية. كان القلب قد رسم نسخا غذى بها الذاكرة ونقلها تعبيرا مترجما إلى حين. كانت الطبيعة قد زخرفت ما به تكون الحياة ألوان طيف قزحية وياسمين.

حسن إمامي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى