أ. د. أبو الحسن سلام - اتركوا النار لنا

نحن في عصر الزعامة/ فلما هذي الكآبه / ولما هذي القتامة
فتبارك كل من أشعل فتنه/ وتبارك كل من أتخم بطنه /
وتبارك كل من ملك الفبارك .. كل من ملأ الجمارك بالمهالك
وتبارك كل من باع المصانع ..كل من ملأ الشوارع بالحفاة. .
بأولاد الشوارع . . كل من حشد الغلابة في الجوامع
وتبارك كل من أخلي الديار من الفقير..
كل من أسكن مصر في مقابرالوزير .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نحن في عصر الزعامة .. فلما هذي القتامة؟
فتبارك كل من أحرق دارا ، مسرحا ،
دار قضاء .. دار شوري
لم تعد لمثلها أي ضرورة!!
نحن نحتاج الزوايا والتكايا
والقعود أمام مقبرة الوزير ..
كي تصيبنا العطايا..
نحن في عصر الزعامة...
نحن في عصرالمقاعد والمراقد ..
فدعوا لله تدبير الشؤون ،
بالدعاء.
أو دعوا للحزب إنهاء الطعام .. بالهناء.
نحن في عصر الزعامة .. والعطاء
وبعصر الاكتفاء .. والوفاء.
هو عصر التضحيات .
يرحم الشهداء غرقي أو بنار الحكم حرقي
كل شيء بالمشيئة. . فدعونا نحتسب .
كلما الزعيم قال : كن ..
يكون.
كلما إن قال كن للشيء .. كان .
فليكن هذا وزيرا ، فيكون !
فليكن ذاك غنيا كقارون .
يعطي ما شاء لمن شاء .. وأيّا ما يكون .
هل هناك من اعتراض؟!
فدعونا نحتسب !
كل شيء بالمشيئة..
ربنا .. فلا اعتراض.
يحرق الفقير فيكم بالإرادة.. يغرق الفقير منكم بالإرادة..
يأخذ الجناة حكما بالبراءة !! بالإرادة.
أو للقاضي إرادة ؟!
أو يد الله تشاء بما يشاء الحاكمون؟!!
يجلد الإنسان فينا ألف جلدة
ويضاف نصفها حق الكفيل!!
ما الذي يعني الحكومة !.. في بلاد مالها عليها سطوة !!
هوت الصخرة فوق الناس ..
إن هي إلاّ محض صخرة.
ما الذي يعني الحكومة ؟!
شاءت الأقدار رفع العبء عن ظهر الحكومة .
ذاك يحزن الحكومة ؟!!
هو شأن الله ..أمّا تعقلون؟!
علمه بحال مسؤولي البلاد حاضر
هو شأن الله لا شأن الرئاسة.
اتركوا تلك الخباثة.
كثرة الخلق بوادي النيل باتت انتكاسة
نحن خصخصنا المصانع بالفراسة
لا الإرادة .
ريع بيعها تبخر في الإعادة
فلما اللغط الكثير واللجاجة: "
مصر .. بيعت ( للهوادة) مصر بيعت للهوادة !!
خاسيء من قال بيعت بالإرادة .
هي بيعت بالمشيئة.
ريع بيع أصولها لكم جميعا.
لا يحق لزاعم من بعد ذلك ..
إدعاء أنه للشيء مالك.
كل بيع بقانون . كل شيء بقانون .
إنما الحكم فنون.
فدعونا نحتسب .
كل قانون وضعنا بالمشيئة
كل تحصيل لرسم .. كل فرض للضريبة بالمشيئة.
لم يكن ( بطرس) من شرع الضريبة !!
إنما هي المشيئة
لم يكن ( ياماها) من زرع الشوارع ( ميتسوبيشي) أو ( شيفر )
نحن سهلنا السفر .. فلما هذا الكدر؟
فدعونا نحتسب .
إنما الأرزاق قسمه ..
بين من حاز التجارة والوزارة..
بالإرادة أو إذا شئت فقل هي الشطارة..
و الطهارة !!
كل شيء فيك يا مصر يحقق بالشطارة .. الطهارة.
فخريطة الطريق للحريق والغريق .. وحوادث الطريق ..
والزفير والشهيق .. والصفير والنهيق للخطابة النعيق ..
كل شيء له بوق.
والكلام ..
الكلام له سوق فيك يا مصر الشهامة..
فدعونا نحتسب
فانشدوا هيا وغنوا :
( لك يا مصر الندامة .. الندامة يا بلادي فاندمي في كل حين)

كل شيء له بوق .. فيك يا مصر العتيقة..
بفتاوي كل أصحاب الطريقة
كل شيء فيك يا مصر يغيّب الحقيقة
كل شيء بالمشيئة
نكتوي الأسعار نارا بالمشيئة
والأجور / الماء لا تطفيء نارا بالمشيئة !!
دون كل بلاد الله نهلك بالمشيئة!!
مع أن الناس .. كل الناس فيك مؤمنون
مسلمون وغير ذلك ملة أو أي دين
ربما فيهم بلا دين .. كذلك مؤمنون؛
طالما قهر العساكر و المشايخ نافذ في كل حين ..
يستظل الحاكون بخيمته .
نتعرّى أو نجوع .. كل شيء بالمشيئة.
يفعلون الفعل فينا بالمشيئة / الفتاوى ..
الطوارئ بالمشيئة ..
جلد من يشفي مريضا .. ألف جلدة .. بالمشيئة!!
بينما الزاّني عليه مئة جلدة .
وانتهاك العرض جهرا بالمشيئة .. لا عقاب !!
وامتلاك الناس قهرا بالمشيئة .. لا عتاب !!
الجباية بالمشيئة .
كلنا في مصر أحرار وذلك بالمشيئة..
من يشأ ينهب .. ينهب .
من يشأ يركب .. يركب .
من يشأ يحرق .. يحرق.. من يشأ يغرق يغرق !!
من يشأ يهرب .. يهرب !!
ما أراد واحد منهم شيئا .. تم فعلا بالمشيئة.
كل من حاز المغانم بالمشيئة.. فهو آمن
كل من حاز البلادة .. فهو آمن
هكذا الأمن بمصر مستتب!!
طالما الجميع يؤمن بالمشيئة.
السكوت مستحب .
إن يكن لكم طلب ..
في بيوت الله ..
جاتكم ألف خيبة.
ودعونا نحتسب
ودعوا الملك لمن ملك البلاد والعباد
ودعوا تصريف دنياكم لبطرس ..
إنه الجدير والمتفرس
أو لأي من يكون
أ فانتم مبصرون؟
أو لستم مؤمنين ؟
فلتكونوا طائعين .. ولكم منه الثواب ..
مع سهم في الخراب
ولكم حسن المآب ..
إذ يغض الطرف عنكم بعد تحصيل الضرائب
ويخفف العذاب.
لا زواج .. لا اعتزاب
سيدعكم تنعمون ببعدكم عن الزواج
اتركوا النسوان للوافد من شرق البلاد .. من مفازات اليباب
اتركوهن لإرضاع الكبار .
واكتفوا بالبول بركة!!
إنه بول مقدس. .
هكذا الفتوى تقول !!
سندعكم تنعمون بما يقول العارفون ،
المنعمون علي البلاد بالفتاوى.
طالما دمتم لمصر خانعين .. بالمشيئة مأجورين
احتسب .. هيا احتسب
جنة الخلد لكل الطائعين
اذهبوا .. فلتدخلوها ..
واتركوا النار لنا
اتركوا النار لنا ..
فلنا رب غفور.
من مليارديرات مصر المحروسة إلي فقراء مصر المفروسة


( الموقعون أدناه: مليارديرات مصر المفروسة )

أبو الحسن سلام

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى