إقبال عثمان - أطياف من ذاكرة معتمرة بالعرفان..

في ذلك التاريخ الموغل في القدم تم نقلي للعمل بمدرسة الوحدة المزدوجة بنات بمربع سته شرق سوق سته ...كان هذا في عام ٢٠٠٧.....
ما كنت اعرف اين تقع المدرسة، وما هي المواصلات التي تصل إلى هناك، لكن لم احتج ولم استأنف، حملت حقيبتي وذهبت ... سألت، واخيرا دلوني إليها، ووصلت ووقفت أمام الباب أتأمل فيها وانا خارج أسوارها ، مدرسة كبيرة واسعة الفناء بها عدد كبير جدا من الفصول، ودخلت... وجدت معلمات المدرسة يجلسن خارج المكتب
كان هذا اول يوم دراسي بعد عطلة الصيف... شملتهن بنظرة سريعة ، وسلمت عليهن وبعد السلام عرفت ابتهال عبدالله كانت قد عملت معي بمدرسة الزهراء بنات، وكذلك كانت زميلة دراسة بجامعة الخرطوم كلية التربية...
ثم تعرفت على المعلمات، كانت هناك فاطمة محمد حسن صغير مديرة المدرسة، واميرة كرم الله، وإقبال أبو زيد، وحواء عبدالله، وعفاف كجول، وهويدا، وساميه واخريات لم تسعفني الذاكرة ولهن المعذرة
وبدأ العام وكان من اجمل الاعوام الدراسية، حيث كنا نعمل في شكل تيم واحد همنا الأساسي النجاح كل في مجاله... وقدوتنا الاستاذة فاطمة ربان السفينة وقائدها
ومرت الاعوام ونحن نزداد قربا من بعض وتلاحما، لا هم لنا الا نجاح المدرسة، فكنا امهات قبل أن نكون مدرسات
كنا مربيات قبل أن نكون معلمات، احتضنا تلميذات المدرسة بكل حب، وسمحنا لاولياء الأمور بالتواجد معنا، وحللنا كثير من المشاكل التي تعرقل السير ... لم نشك من قلة دخل، ولا بعد المسافة، بل كنا نعمل بتجرد ونكران ذات ..
ثم انضمت الي العقد الفريد عفراء عبد الغفار، وجيهان عثمان، وامنه الطيب، ومنال مهدي، وعلويه الشيخ، وسعديه عثمان، وراقيه وحياة وساميه وفاطمه عاتقه الطيب ومياده وسهير وهناك من انتقلن الي مدارس أخري .... وكل عام ونحن نزداد محبه ....
ومرت السنوات الجميلة كلحلم الجميل .. وذهبت فاطمه الى إدارة الوحدة واصبحت انا مديرة المدرسة ... لم يخالجني أي تغير في مسيرتى التعليميه لم تغيرني المناصب ... لم اجلس في مكتب الاداره الا لماما... دائما كنت مع معلماتي يضج المكتب بالافكار الجميله لتحسين البيئه المدرسيه، عملنا الكثير والكثير جدا بمعية مجلس الاباء وصديقات المدرسه واخيرا أبناء المقاومه لهم الشكر .....
واذكر اخواتي العاملات بالمدرسه فاطمه أبو ضيفان وزهره دهب والرضيه والفراشات وعشه وعزه ... سليمان وهاشم وكل من وقف وعمل معنا... لكم التجله واشكر العميق كنتم خير سند... واكبر دعم لي طيلة عملي بهذه المدرسه كنتم نعم الاخوات ... واصدق الزميلات.... كنا نحقق كل ما نريد وكنا نعمل كل مانحب... وبصدق وبتجرد... لم اشعر باني غربه بينكم.... ولم احس باني اقف لوحدي... لقد كانت مدرستنا بيتنا التاني.... نقضي فيها الاوقات اكثر مما نمضيه في بيوتنا...
وقد جاءت ساعة الفراق من غير أن نحس ...
ودقت ساعة الرحيل بأسرع مما كنا نتصور ....
حملت ذكرياتي وايامي واحلامي
واوراقي التي تحمل رسمي......
وصوري وكل ما لي
حتي خطواتي داخل هذا السور
حتي اثار اقدامي .....
ولوحي وخطي وحروفي
وصوتي...
واخر اصبع طبشور رسمت به على لوحي .....
وكل الصور الموجوده في ذاكرتي......
اشجاري
وازياري ورنين الجرس ......
والطابور....
وتحية العلم..
وضيوفي واولياء الأمور ....
وامهات التلميذات ...
ولا انسي كوب القهوة..
وصور زميلاتي المنقوشة في خيالي .....
والزملاء والزميلات بدون فرز ......
وحتي معالم الطريق من والى المدرسة
وزيارة السوق.......
وووووووو ........
كل محفوظ
هو زاد الايام القادمه
الايام الرتيبة المملة القاسية
التي اعيشها من وراء الشباك
وانظر الى الدنيا من خلالها......
لكن ودي وحبي وودادي ...
وستظل ايامي معكم من امتع الذكريات ....
لن انسى مهما طال الزمن ...
فانتم في القلب والبال والخاطر .....
كل عام وانتن بخير ....
مع فائق حبي وعظيم تقديري وموفور شكري.....
والعفو في العافية .....

اختكم
اقبال عثمان محمد



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى