حبيب النايف - الفراغ..

الفراغُ امتدادٌ الى ما لانهاية حجر يتكىءعلى ظله
خامل كالصمتِ ،
تأسرُنا تفاصيله الغامضة
التي تنفتحُ على إتجاهاتٍ عدة ،
مثل غابة أرَّقَها الاتساعُ ،
الريحُ التي تطاردُه تستعينُ بمكرِها ،
تخفي بطريقِها
رجلٌ يخاتلُ خوفه
يتوارى عن الانظارِ
يبحثُ بين الانقاض عن فسحةٍ يأوي اليها ،
همومهُ المستباحة بالخيباتِ
تلازمُه باستمرار ،
تعلقه في الهواء
يحتمي بما تختزنه الروح من ذكريات ،
يقَلبُ اوراقَها
مرة تلو اخرى ،
لتذكره بالنياشين التي تركتها الغربةُ على جدار وحدتهِ ،
هذا الشبح الذي يتراءى عن بعدٍ
يطلُ من ثقبٍ يجاورُ الذاكرة،
ترافقه الغوايةُ
التي نسجت اوهامَها المستديمة على مائدة من سراب ،
ثمة فرصةٌ للوصول الى الطريقِ
الذي يتلكأ بامتداده ،
وهو يحاول تجفيف الاثر الذي تركته الاقدام المتعبة ،
الليل الذي يختزل ساعاته المتشابكة
باصوات من قلق ،
بغتةً نقتربُ منه
نستعيرُ وسامته المتواضعة ،
و نمرر عبر جيوبه المثقوبة
آهاتِنا المترنحةِ كسكيرٍ ،
المدنُ التي فقدتْ عُذريتَها مازالتْ ذاكرتها تحتشدُ باصواتِ المشردين ،
والذين لفظتْهم البارات
بعد أنْ تقيأتْ آخرَ روادِها الثملين ،
إنَّها لعبةُ الفراغِ التي يتبادلُها معَ نفسهِ
عندما يشعرُ بالوحدة تحاصرهُ
فيحاولُ الانقضاضَ على ما تبقى من الوقتِ
الذي أورثه الضياعْ ،
حبيب النايف /الناصرية /العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى