أمل الكردفاني- أحلام الآخرين- قصة

ليست تلك حالة صائبة، النفور النفور، الطبل يكسر همة النعاس، ويشذب شعر الأعصاب، كقُبلة قرمزية، ولعاب يستشهد في قفر العاطفة المنتحرة. سنغزوا العالم من بوابة الشفاه. وهذا الضوء الأحمر يومض كذكرى أرملة تتنفس الظلام. لا شيء يدعو للأسى على الموتى أكثر من ذلك. أيها الصخب الصامت، الموسيقى المتحركة. ورائحة الجعة والسجائر. وكف شاب تصلي عروقها إلى السماء، تلك الكف التي تحتضن كف أنثى تمنح الفرصة الأولى والأخيرة لميلاد طفل.
سقط المخمور على الأرض، وخرجت من الكازينو، وحيداً كعادتي. ودعت حلماً ليس لي. لم يكن أبداً لي..
كأنوار قصف في معركة كونية، تندفع مصابيح السيارات وراء بعضها كاشحة هواء الصيف الحار فوق وجهي، لتمزقه أكثر وأكثر وأكثر. التفتُّ خلفي، لأرى الشاب ذا الذراع الأبيض البض، يقود إحداهن إلى سيارته. ذراعها خمرية نحيلة كوجنات العمال، اما لحيته السوداء ككحل عينيها هو ما منحه ذكورة مدنسة. أيها الحسود.أفرغت ما في جيبي.
كانت معه، ورأيت النافذة الكهربائية ترتفع فتغيبها عن عينيَّ. أيتها السارقة. وتابعته بتاكسي يقوده رجل عصبي المزاج.
أخرجت مطواة وزرعتها تحت إبطه الأيمن. فهدأ.
ترجلا من السيارة ببطء..، والصقع المظلف يلف الأرض. أمرت سائق التاكسي بالمغادرة. كانت تبكي.
"ماذا تريد منا؟"..
صاحت..فاقتربت منهما، قال الشاب:
"إنها عاهرة..يمكنك أخذها إن اردت..".
غير أن عينيَّ كانت تعبران جسده الأنثوي.
وتركتها لتهرول بعيداً تحت الغسق، كانت تهرول، وتلتفت خلفها بفزع والدموع تملأ عينيها..وينثال الكحل من عينيها أسوداً مختلطاً بسُخم الليل..

(تمت)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى