رسائل الأدباء رسالتان من محمد البشروش إلي محمد الحليوي.

نابل…….

أخرجت رسالتك الآن من إدارة البريد وقرأتها وتعتب عليّ لأني لا أجيبك عن كل ما تسألني عنه وعن اي شيء سألتني؟ لاشيء او على الاقل لا أذكر انك سألتني.
الآن أنا بنزل فرانسا يحيط بي الأصحاب ويرتفع في هذا الفضاء ضجيج امتدّ حتى كرهته وسانتهي من الكتابة إليك لافارقه إلى زاوية هادية حبيبة أمينة تجد فيها نفسي المكدودة وأعصابي المرهقة قليلا من الراحة وقليلا من السلم.
وما اضمأ نفسي إلى الراحة والسلم. آه من قلبي لا يطمئن ولا يقنع دائب الطلب. دائم الرغبة وقد اتعبني بطلباته والطلبات تتعب وترهق.
والقلب يملي وعلى إرادة القلب نمضي ما نحن يا صديقي؟ أنحن العوبة القلب أم العوبة القدر والقضاء؟
كل ما نعلمه أننا الاعيب وهذا كل ما تستطيع أن تعمله الالاعيب. وأي مرارة تندفع من قلبي حين اتبين أننا ما كنّا غير الاعيب تتقاذفنا العواطف ونمضي على أمر أقل الرغبات.
آه يا صديقي.
دعني افارقك لامضي.. إلى حيث أنسى كل شيء… إن أجمل ساعة يرزقها المرء هي أن يكون فيها محاطا بلذاذة من النسيان وما أجمل النسيان أي وداعة وأي حنان أنفذ إلى القلب من النسيان. وإذا كانت الحياة تؤلم بمشاهدها ومعاركها فالنسيان بلسم والنسيان لذاذة تريح الفؤاد وتريحه ليستانف الجهاد ويستانف شقاءه ويظل أبدا الاعيب بين يديها.
آه يا صديقي لا ترجو أن أحدثك بعد هذا.
أخوك محمّد البشروش



1623052622090.png 1623052681289.png

1623052709814.png 1623052809957.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى