محمد آدم - عاهرة بابل المقدسة

ما الذي يفعله محمد آدم الآن في أرض أور
يا صديقي نبوخذ نصر؟
انه يغني عن الافق
مع ان الافق كله معلق في كمه
وبين أزرار سترته
التي اشتراها ذات يوم من بائع خردة في سوق الروبابيكيا
وتخضع للتفتيش الذاتي من شرطة المرافق
ما الذي يفعله محمدادم الان ياكزار حنتوش
أنه يبحث عن الله بالشخاليل والدف
مع ان البحر لا يزال عالقا بين اصبعين من اصابعه
يحركه كيف يشاء
ويركض حافيا تحت نعليه الإردوازيتين فيما يمسك بين شفتيه المشققتين باللفائف المبعثرة
والسمك الميت
والبوص
علي ساحل الأهوار
وحدائق بابل المعلقة
وبقايا السفن الغارقة لكتائب الاسكندر الاكبر
وجسد هيروديا الشرموط
وعينيها الشهوانيتين اللتين تنزان بالحليب
واللذة
وصندل يوحنا المعمدان
وكوفيته البيضاء
والتي تلطخت بخنجر هيرودس انتيباس
والدم
ما الذي يفعله محمدادم الان ياسركون بولص
أنه يشرب الشاي الأخضر بالنعناع والهيل
في مقهي الشهبندر بجوار كافورة نازفة
كشاهدة اخيرة علي مذابح التتار الجدد
والمغول
تحت جدارية فائق حسن
وجواد سليم
رغم انه يسكن في حانة سيدوري العتيقة
تحت حدائق بابل المعلقة
والمطرزة بالأوز العراقي
والبط!!
وينتظر عودة جلجامش العجوز علي حمار مكسور
كما لو انه يسعي الي الافق
بكلتا يديه
ويدخل في حوار عقيم مع ابراهيم
عن النبي صالح
وناقته الخضراء التي فرت من الهاجرة
والملح
لتختبيء هناك علي جبال حاج عمران
ومندولي
عن اللبؤة المقدسة ساراي الجميلة
فاتنة القدس
والتي اخذها فرعون كعشيقة لألف يوم
أو كبغي لأحد قواد جنده
_ علي سريره المزركش بالأطفال والجماجم-
ليعلمها قواعد العشق الرنان
ولغة الجسد المقروء
فيما تكلمه عن نوارج الرب الرنانة
وفوانيسه المعطلة
حول مقبرة بابل المعظمة
والتي تضم رفات العالم القديم
بدءا من قابيل
وهاببل
ومرورا بالملك الفارسي يزدجرد
وابنته شاه زنان
عن حوت النبي يونس علي مشارف نينوي الواسعة
وحتي رأس الحسين
وحلابجه
يالمحمد العتيق!!
أنه مثل بحيرة مفتوحة
يستطيع كل ابن زانية ضليل
أن يصطاد فيها السماء بحرية
مثل فأرة عمياء
ويربطها في طرف حذائه
ليطوح بها حيث يشاء
اه
يبدو أن الفضاء العجوز يشبه فما فاغرا
لساحرة شريرة
بأسنانها غير المنتظمة
او ربما عاهرة بابل المقدسة
أقصد
ساراي الجميلة
عجلة الرب الشريرة
والتي باعها الرب للشيطان
بثمن بخس
دراهم معدودات
من أجل عجل هارون
الذهبي!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى