عبدالله محمد بوخمسين - مزجت خمرته،،،

هاهو الكأسُ الذي بين يديا
كان قد قبل مني شفتيا

هاهو الكأس ونجلاء معا
زهرة ماست على الغصن مليا

رشفةٌ منه كأن الكون لي
وكأن الكون في الكأس حٌميا

لثمته كاعبٌ في نشوةٍ
وسقتني كل ماكان هنيا

مزجت خمرته من ريقها
فشربتُ الخمركالشهد شهيا

ودنت مني كأن الكون لي
رسمتْ قبلتها في وجنتي

فتعانقت وإياها على
نغمات الكأس حبا مخمليا

هو كالناي الذي أطربني
عزفه الحالمُ كالهمس إليَّ

آه ما أحلاه كأسا مائسا
من يدي فاتنة القد سخيا

فتداعيت على أنغامه
طرباً في جنة الخلد رضيا

رقصتني حينما الصابُ دهى
عقليَ المفتون لا يعلم شيا

غير بدرٍ قد بدى في ناظري
وابتهاجٍ قد بدى حلوا نديا

طربت روحيَ في أحضانها
حين ألقت جسمها بين يديَّ

وتمايلتُ كأني والهوى
وفتاةٌ ناهدٌ ترنو إليَّ

تهتُ فيها حائراً منبهراً
حين صرنا نعزف اللحن سويا

فرمتْ في اللب سهماً صائباً
ورمقتُ الوجه فيها قمريا

شعَّت اﻷنوارُ منها كلما
بسٌم الثغرُ على ذاك المحيا

تاهت الشمس بها وانبهرت
وتباهى النجم تيهاً والثريا

لؤلؤاً قد زانه الله بها
جوهراً رصعه الله بهيا

شفتاها وجنتاها صُبغت
من شعاع الشمس لوناً عسجديا

جيدها الخطي رمحٌ شامخٌ
آه ما أحلاه رمحاً يمنيا

شعرها الفاحمُ ليلٌ هادئ
فوق نهدين خيالاً سرمديا

عطرت أنفاسها أزهارنا
حينما الهمسُ أتى عذباً شجيا

صوتها كالورق في البعد كما
نسمة من فمها لحناً رخيا

وهي والراحُ إذا ما اتكأت
همست يا ويلتي همساً خفيا

نظرتني بعيون كالمها
حورٌ قد بان في الليل جليا

ليت أني أبديٌ سرمديٌ
أنا والكأس وإياها سويا

عبدالله محمد بوخمسين
1999

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى