ذياب شاهين - أبناءُ حوّاء

لا شيءَ يستحقُّ العناءَ
في هذا القفرِ الموحشِ
أجسادُنا المترهلِّةُ
عليها أن تعتذرَ
لمخلوقاتِ اللهِ
فهي منْ لحومِها المسلوخةِ
أحقا
أنَّ عربةَ الحياةِ
تكشفُ لبصائرنا الحقيقةَ العارية
لنرى العالمَ
جسداً وروحاً واحداً
إذنْ ما السعادةُ
حينما نسرقُها لذواتِنا اللئيمةِ
وأيَّ بهتانٍ
نعيشُهُ ليحيا في صدورِنا
عوسجُ المقتِ
حينما ترتعُ فيه
الثعابينُ البريةُ منفلتةً
لا الأدعيةُ
لا الصلواتُ كافيةٌ
لترويضِ النفوسِ الشريرةِ
من أوهامِها الملبدةِ بالطيشِ والأسى
لا مئين زهوٍ
دونما قنطارَ محبةٍ
يمطرُها البشرُ
على أجسادِهم المتلاحمةِ
متى نكتبُ تاريخاً بلا نياشين
ونسطرُ مجداً دونما أحبارٍ سريةٍ
لقد ماتَ الأولون
بعد أن عاشوا حياتَهم
وتركونا غارقينَ
بدوّامات الثأر الدمويّة
فالقبور لا تعرفُ الهوياتِ
ولا تمتصُّ سوى ماءِ الأجسادِ
والطينُ يبقى طيناً
والأمواتُ تذوبُ عظامُهم سويةً
بعدَ أن فقدوا الحياةَ
وسفحوها بهتاناً
ما أصعبَ التفريطَ
بهبةِ الحياةِ
وإدارةِ الظهرِ
لمدبِّرِ
ناموسِ الكونِ العظيمِ
إلى أين تسيرونَ
يا أخوتي المفتونين
يا أبناءَ آدم و....


البصرة- الأربعاء
‏11‏/05‏/2021‏ 10:43:44 م
في التاسع والعشرين من رمضان



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى