محمد بشكار - البَحْرُ أعْمَقُ فِي كَأْسِهَا

البَحْرُ
أعْمَقَُ فِي كَأْسِهَا
كُلَّمَا لَوَّحَتْ
يَدُهَا فِي الهَوَاءْ
بَيْنَ مَدٍّ وَجَزْرِ،
رَكِبْتُ التِّيَارَ لِأقْصَى
العِنَاقِ وَكُنْتُ
الغَرِيقْ
الكَأْسُ
أعْمَقَُ فِي يَدِهَا
كَيْفَ بَيْنَ الأصَابِعِ
تَخْتَزِلُ الكَوْنَ
فِي قَبْضَةٍ مِنْ بَرِيقْ
أمْ تُرَى البَحْرُ ضَيَّعَ
عُمْقَهُ فِي قَدَحِي
كُلَّمَا الجَفْنُ رَفَّ
يُنَادِي لِأُخْرَى..
تَوَازَنْتُ فِي سُكْرَتِي
لَكَأنِّيَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ
أشْرُبُ مِنْ عَيْنِهَا
يَقْظَتِي ثُمَّ أبْعَثُنِي
مِنْ مَلَابِسِهَا عَارِياً
كَالفِنِيقْ
آفَةُ البَحْرِ أنَّهُ يُشْبِهُنِي،
هُوَ أخْرَسَ
يَبْتَلِعُ المَوْجَ فِي
كَأْسِهَا
وَأنَا كُلَّمَا كَلَّمَتْنِي
ابْتَلَعْتُ لِسَانِيَ
فِي شَفَتَيْهَا..
هُوَ مِنْ صَدَفٍ
وَأنَا لُؤْلُؤَةٌ سَقَطَتْ
صُدْفةً مَعَ رِيقٍ
يُرَافِقُ قُبْلَتَهَا..
آفَةُ البَحْرِ أنَّهُ يُشْبِهُنِي
حِينَ يَكْتُمُ عَاصِفَةً فِي
شِرَاعٍ كَأنَّهُ يَعْطِسُ
بَيْنَ المَنَادِيلِ، أكْتُمُ
أنْفَاسِيَ المُسْتَحِيلَةَ
فِي دَمْعَةٍ
ثُمَّ أُرْسِلُ عَيْنِي بِلَا
نَظَرَاتٍ إلَى الأفْقِ
مُسْتَطْلِعاً: هَلْ
صَفَا الجوُّ لِلصَّيْدْ !


............................................
افتتاحية ملحق"العلم الثقافي" أبَتْ إلا أن تكون مرة أخرى قصيدة في عدد يوم الخميس 15 يوليوز 2021.


1626375357876.png



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى