مصطفى البحري - الناس بدروع سلاحف

يَصْفرُّ العشب في البحيرة
يَصفرُّ الماء
وأصوات العصافير .

( كل شيء قد ينتهي
عند شهقة غيمة ! )

وأنا أتأمل هذا الفراغ الممهور
بالاصفرار
تتفكك أعضائي كلعبة طفل
و تقذف الاشجار
أسنانها نحوي في الهواء
والشارع الوحيد
يشطر رأسي
شطرين
شرقا و غربا


لم نفعل شيئا سوى أننا كنا نطارد فراشة
عبرت بلا استئذان
الأطفال هنا
يكرهون المفاجآت
لذلك
سيقذفون رؤوسهم في الهواء
مثلما يقذفون ملابسهم
عند ضفة النهر
ويلاحقون الفراشة
كي يعرفوا
كيف ينام الله في عينيها
بلا استئذان
الأطفال هنا يأكلون أحذيتهم
مثلما
يأكلون فطائر العيد
كي
يجوبوا العالم
في ثانية
كي يعرفوا
كيف ينام الله في مطارات المدن
بلا استئذان


أمس وانا أمسك بتلابيب بيتي
كي لا تجرفه الريح
كان الناس يهرولون في كل اتجاه
يحملون بيوتهم
على الرؤوس الحسيرة
هرولت
وبيتي الصغير
على
رأسي
وحين تفقدته وأنا على الضفة الأخرى
وجدت درع سلحفاة
يسكنني بلا
استئذان
ووجدت كل الناس بدروع سلاحف
من السيراميك
يتقدمون نحو النهر
وأنا أيضا أتقدم
داخل درع السيراميك

( لم يعد النهر كما كان
مخيفا
وثقيلا )

نتقدم داخل الماء
بدروع سلاحف
والنهر يفتح لنا
ذراعيه
ودرعه الكبير
ونحن نتقدم
نتقدم
في اتجاه مدينة
تخرج من صفرتها
مدينة تشبهنا
ونشبهها
تماما

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى