مجدي حشمت سعيد - نهاية.. قصة قصيرة

"كنت صايع فين؟"
صاحت الزوجة بأعلى صوتها ثم تبعت ذلك بضحكة عالية ساخرة اخترقت أذنيّ الزوج وهو ينهل من كوب الماء المثلَّج، وقفت المياه في حلقه حين زعقت بعد ذلك بكلمات غاضبة وكأنها اصطادت صيدًا ثمينًا:
- تعالى شوف حبيبة القلب كاتبالك أيه؟
عمل عقله سريعًا، تذكَّر أنه قام بفتح جهاز "الكمبيوتر" للبحث عما ورد إليه من رسائل بعد أن عاد معها من الخارج محمولين على أجنحة السعادة خاصة وأنه قام بشراء هدية عيد الأم لها، لم يخطر على فكره أنها ستنظر إلى الشاشة بمجرد أن يبتعد عن الجهاز ليشرب كوبًا من الماء يروى به ظمأً ألمَ به نتيجة اللف على الكثير من المحلات.
أسرع إليها مضطربًا، رآها محملقة في شاشة الجهاز وهي تضرب كفيها ببعضهما بكل قوة بينما تخرج الكلمات من فمها لتطعنه في مقتل:
- طول عمرك راجل محترم ولك مكانتك ومركزك واحترامك من الجميع... تيجي واحدة زي دي وتمسح بكرامتك الأرض...من يجرؤ في كل الأرض أن يقول لك هذا الكلام؟!
سقطت عيناه المضطربتان على شاشة الجهاز، مادت الأرض تحت قدميه حين رأي حقًا أن اسمها يعتلي الرسالة السامة في "ماسنجر"، اضطرب قلبه وارتعشت الرؤية في عينيه، غرق في عرقه، ماتت الكلمات على شفتيه، عجز عن الرد أو التبرير بأية كلمة، تركها تهذي بكل ما يخطر على بالها من سهام التأنيب ورماح السخرية وذهب ليلقي نفسه على فراشه، لم يأبه إلى خطيئته العظمى في حق زوجته أو يهتم بكل ما فعلته أو ستفعله ولكن كانت الطعنة النجلاء القاتلة بسبب كل هذا التغيير الذي حدث لتلك التي لم يعتد منها إلا كل احترام وتبجيل وتقدير قبل الحب، ذُبِحَ قلبه دون رحمة، دمعت عيناه حين أحسَّ خسارته الكبيرة، همس في نفسه:
- يبدو أن الحب مات فمات معه الاحترام.




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى