ذياب شاهين - الغُبار..

أتكئُ على أفعايَ
ولمّا أرميها تصيرُ عصا
فيبهتُ السَّحرةُ
وتهتزُّ الصولجاناتُ الذهبية
فللشعراءِ معجزاتُهم أيضًا
خليطٌ من عَماءِ العيونِ
وموهبةِ الأصابِع
الأسئلةُ صعبةٌ
والزَّمنُ ينمو كالإنسان
ينبجسُ روحًا وجسدًا
الروحُ خالدةٌ بأجنحتِها
والمادَّة تتسللُ ماءً للقاعِ
أيُّ رمادٍ يعانقُ نسيجَ الطينِ
والضوءُ بياضٌ مَحضْ
السَّماءُ لا سَماءَ لها
أعْلى للأعلى وأسفلُ للأسفلِ
يمينُها يسارٌ كالمرآةِ
أينَ كنَّا وإلامَ نكونُ
يا أنايَ وقرينتي المُختبئةَ
بالصدفةِ عُلقْنا
أجنَّةٌ تسبحُ في الأرحامِ
تتغذى بالحبل السرّيِّ
كما تتغذى الأرضُ
بشعاِعِ الشمسِ
غُرباءَ تفتحُ عَينيها ضاحكةً
لتقدَّ قميصًا لم نلبسْهُ
كفُّ الدنيا
ضوارٍ ودواجنُ
باليمِّ وبالغابِ وبالجوِّ
فكوكٌ تفترسُ اللحمَ اللاهثَ
فأيُّ خواءٍ يُديرُ
دولابَ الدوّامةِ دماءً وصُراخًا
لا بُشرى للبشرى
الفرحةُ والحزنُ متساويان
بميزانٍ يحسبهُ الناموسُ
لا رابحَ ولا خاسرَ
حينما تخبُّ الأقدامُ حافيةً
على عشبِ الواديِ
ولا تحصدُ إلا ورداً كالشوكِ شَذاه
سأنتظرُ المجهولَ مُرتقبًا
وأنا النّاسي الماضي
وريقاتٍ صفراءَ يجرفُها النهرُ قصيَّا
أعيشُ اليومَ مكتظّا بالحلمِ
وتعدو السّاعاتُ كريامٍ خائفةٍ
يقطعُها الزمنُ ويلظمُها
في خيطٍ العمرِ كمسبحةِ عقيقٍ
تغمقُ فيها ألوانُ السنواتِ
تتباينُ بخطوطٍ الذكرى
أيُّها السائرُ وحيدًا
قد آنَ للأرضِ
أن تنزعَ ثوبًا مهترئًا
هي أفعىً والناسُ ثوبُها
لا مجدَ للفاني
تمهلْ أيُّها الزمنُ
ستفنى غدا
كما الإنسانِ وتغدو
ذرّاتِ غبار



البصرة- الجمعة
‏03‏/09‏/2021‏ 10:37 م



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى