محمد عمار شعابنية - شربْتُ البحر.. شعر

سَاءَنِـي إَنّـي شـرَبْـتُ البـَحْـرَ...
فـي بَـطْـنِـي مِـنَ الحِـيـتَـانِ والأسْـمـاكِ مـا
يُـطْـعِمُ كُلّ الـبَـشَرِ
والذي يجَعَلني أطْرِق بابَ الخَطَرِ
هُوَّ أنّي
لم أجِدْ في ما يُريح المُلْكَ إيوِانا
حَرِيًّا بجلوسي
فيه مِمّا أشتهي حَلْوى لأفْكـاري
وصابونٌ يزيلُ القَلقَ المصْبوغَ في
وجْهي العَبُوسِ
فأنا لا أدّعي الحِكْمَة..
لا أحمِل سيْفًا قاطِعًا في اليَدِ
أو أبّهَةً للْحُكْمِ أو نَهْرًا زُلالا
ولهذا لمْ ألُمْ نفْسي ولكنْ
ساءني أني شَربتُ البحْرَ كَيْ
أُفْرِغَ سَطْحَ الأرضِ مِنْ مِلْحٍ
فهلْ يفْرَغُ جِسْمي من أُجاجّْ
لم يَلُمْني أحَدٌ أيْضا ولكِنْ
لامَنيِ أصْلِي الأصيلُ البَدَوِي
عندما ذَكّرَني بالزّرعِ
والأعشابِ العشْقِ الخَفِيِّ الخَلَـوِي
واحتضانِ الليْلِ فوْقَ الرّملِ
عندَ النّوْمِ أو عندَ السّهَرْ
عندما كُنّا ورَثْنا الماءَ عنْ أجدادِنا في البئْرِ
واخْتَرْنا حلِيبَ النّوقِ شُرْبا
وطَرَدْنا الذِئبَ
وازددنا من الغُزْلانِ قُرْنا ...
كانَ حُلْوًا ذلك الوقْتُ الذي
لمْ يُجْرِ تحْويرًا على برْنامَجي
أو صَبَواتِي
ثمّ أنّي الآن إذْ تَبْغَتُني الأشياءُ ..
والأفعالُ...
والأقْوالْ..
أوْ يَبْغَتُني اللاّشيْءُ ...
و اللاَّ فْعْلُ..
و اللاّ قَوْلُ ...
أذْريِ أنّني
في بلادٍ منذ أنْ خَرّبها يأجوجُ
واستَولى على أرزاقِها مأجوجُ
صارتْ لا تَراني
وأنا أشرَب ماءَ البحْرِ
فلْتَغْرقْ إذا لم تُفْرِغُوا بَطْنِي مِنَ الأمْواجِ
كُلَّ السُّفُنِ .

محمد عمار شعابنية
المتلوي في 30 سبتمبر 2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى