محمد عمار شعابنية - وأنا أحسِدُني.. شعر

كُنِتُ إذْ أحْسِدُ نَفْسـي
أسْكُبْ الكأسَ التي أشرَبُ منها
في إنَاءٍ...
أوْ على التُّرْبةِ
في حَوْشي الذي يرْكُض فِيهْ النّمْلُ ...
أوْ أتْرُكُها تَبْكِي على طاولتي
وأنَا أحْسِدُ نفْسي
عندما أكتُبُ شِعْرًا باذْخًا
ثُمّ لا أكتُبُ ما يَجْعلُني أخْرُجُ مِنْهْ
وأنا أحْسِدُني
عندما أذكُر ما قدْ فاتَ مِن عُمْري
وما غرّبَني مثْلَ غُروبِ الشّمْسِ عَنْهْ
وأنا أحْسِدني
عندما يُصبِحُ جَيْبي في انتصافِ الشّهْرِ
مِثْلَ الدّلْوِ إذْ يفْرغُ من ماءً
وكانَ الجَيْبُ في غُرّة ذاكِ الشّهر قدْ
أثْقَل سِرْوالي
بما لي
وأنا تَصْرِفني الأيامُ إذْ أصْرُفُ مالي .
ربما يحسدني غيْري، وهذا جائزٌ...
ويَسـِرٌ...
وحقِيرٌ... عندما أرْفعُ ، في مَن يَغْزِلون الصّمْتَ ، رأسي
وأرى صوتي الذي يخرُج من صدْري يَسِيـرّْ
نحوَهمْ..
يَنْفَخُ فيهمْ ما بنَفْسي
من عُتُوٍّ ..
وعُلُوٍّ...
وسُمُوٍّ
وتَعالٍ
وأنا يحسدُني
مَنْ يراني دائمًا أمْشِي
وفي غفْوَة نومٍ لا يراني
وأنا يحسدني من يرى في وجهه الأسوَد وجهي
مُشْرِقًا إشراق شمْسً . والذي يرسَخ في بالي كثيرا
وأنا أحسِدٌني
أوْ كما أحسدُني يحسِدني غيري ولا أحسِدهم
أنني أوْلى بما يُشْغِلني
من فراغٍ جارفِ يُشْغْلُهمْ

محمد عمار شعابنية
المتلوي في 3 أكتوبر 2021





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى