عبدالله عبدالإله باسلامه - الطرف الثالث

كل مشكلة في الدنيا ولها حل..
سواء نشبت بين إنسان وآخر، أو بين جماعة وأخرى من الناس، أو بين دولة ودولة......إلخ

تنشأ المشكلة من فعل ورد فعل معاكس، أو رأي ورأي مناقض، أو رغبة وصد، وإرادة وممانعة، وخلاف واختلاف وربما يتفاقم الخلاف ويصل إلى حد القتل كما حدث مع هابيل حين طوعت له نفسه قتل أخيه، رغم ذلك يبقى الاختلاف طبيعة بشرية .

أما الفتنة فهي تلك النزعة الشيطانية التي يكمن ورائها طرف ثالث - خفي - يدفع طرفي المشكلة للصراع، أو يحرض طرف على آخر ، كما فعل الشيطان في فتنة آدم مع الشجرة، وكان دوره أن وسوس، وحث،وشجع، وأقسم أنه لآدم وزوجه من الناصحين .

عندما يتدخل طرف ثالث في أي مشكلة بين طرفين بقصد الإستفادة الشخصية، أو يكون هو وراء سبب إثارتها لتحقيق مكسب من إفتعالها؛ فهو صاحب نزعة شيطانية،صاحب مشروع فتنة، تؤدي إلى سلسلة من القتل والعنف كلما خبت نيرانها تجددت من تحت الرماد جمراتها، فلا تنطفئ ولا يمحو الزمان آثارها كما تنطفئ المشاكل وتمحو الأيام أضغانها، لهذا السبب كان القتل أهون من الفتنة .

من هو السبب ؟؟!
من البديهي عند حدوث مشكلة أن نسأل من هو السبب؟! لكن من الحمق والغباء حين تطول و تتازم المشكلة، وتتعقد وتتعدد الأطراف...أن نظل نسأل من هو السبب .

والصحيح أن نسأل من هو المستفيد ؟
لأن المستفيد هو من يغذي أطراف الصراع، وهو من يحرص على إطالة النزاع، وهو من يزرع عشرات الأسباب، وهو من يثير ضباب الفوضى ليخفي الحقائق، ويثير غيوم الشك، لتنزل صواعق التهم، ويقطع طرق التواصل،ويسد أفق التوافق، والتقارب .

فيجب أن ينتبه ويحذر - من البداية - كل طرفين دخلا في أي نزاع أو مشكلة، إلى ذلك الطرف الذي يدعو، و يدعم، أويشجع طرف على حساب الآخر تحت عناوين براقت كالمحبة، أو الحرص على المصلحة، أوالمساعدة والنصرة.... لأنه صاحب نزعة شيطانية، وأهداف تخريبية، وتدميرية ينحصر نشاطها على تنمية الخلافات بين أفراد الأسرة الواحدة، والقبيلة الواحدة في المجتمعات الريفية خاصة،والتجمعات السكانية الكبيرة، والعلاقات الدولية، بل وتحولت هذه النزعة الشيطانية الخبيثة إلى أحد أهم فنون السياسة العالمية، وترسخت كمنهجية ثابتة في إدارة العالم من قبل الإمبريالية الاستعمارية، تحت عناوين وهمية مثل الدفاع عن حقوق الأقلية ضد حكومة منتخبة، أو دعم شرعية مرتزقة ضد مليشيات وطنية،أو مساندة أحزاب معارضة على مؤسسات شرعية، أو تقويض مرجعية دينية لصالح طوائف مذهبية، أو دفاعا عن قيم ومبادئ ديموقراطية لا تحترمها الدول الاستعمارية نفسها كما انكشف للعالم كله خلال فترة حكم ترامب، وما تلاه من صراع الانتخابات المضحكة التي لم ولن تحدث في أكثر دول العالم فقرا، وتخلفا، وديكتاتورية، المؤسف أن سياسة الطرف الثالث المقيتة قد انتهجتها بعض دول النفط العربية اليوم، وما شهدته وتشهده ساحات العرب والمسلمين من دمار، وإرهاب، وفوضى، إلا ثمرة من ثمارها الخبيثة.



عبدالله عبدالإله باسلامه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى