د. عبدالله عوبل منذوق - لوجه السراب الحزين

أهديت قلم وممحاة
لاورقة اكتب فيها
عن وسادة الطفل
وعالمه الملائكي
وأحلامه
المطر ينكسر عند عتبة النسيان
القلم ينفتح على رؤية المداخن
والابراج، ويرسم فاكهة اقرأ بداخلها
اشعار لوركا
وامل دنقل
وصورة الطفل الباكي
وعندما ترحل القصائد وتذوب
الحروف المضيئة في حفلة الشواء
تكون الممحاة بلدوزرا
يكسر عظام الاحياء
ثم تتلون المدينة بلوحة
يتقاطع بداخلها عظمان
وجمجمة
القلم يعيد كتابة الرواية
والفراشات تعاود الظهور
فوق شعر الرأس
وتصدح الحمام بصوت
"إنّا نحب الورد"
ويقرأ الشاب بصوت جهور
"فصل المقال"
وتزهر الاغنيات
" وطني حبيبي وطني الاكبر"
وتنشق عن سرب الطيور
ممحاة كمأة
تنفث عاصفة
تأخذ معها موائد المداخن
والطرقات والنخيل
تتساقط العصافير
كالجراد على المائدة
يسأل طفل جديد
هل انكسر قلمك ؟
لم ينكسر، مازالت المحبرة
تولد
والعواصف التي تمحو
الاشعار والحروف
تستهلك مزيدا من الحبر
والسماء مازالت
تغسلنا
وقصائدنا فينيقا
تبعث من تحت الرماد


عبدالله عويل
من ديوان "ظل أمي"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى